أعلنت وحدات الإنقاذ الإسبانية، أمس، وقف عملية البحث عن 9 جزائريين فُقدوا على بعد 60 إلى 70 ميلا من سواحل مدينة مرسية. وعللت وحدات الإنقاذ، التي جندت لهذه العملية بضعة قوارب إضافة إلى طائرة هيليكوبتر وطائرة صغيرة أخرى، هذا الإجراء بتضاؤل آمال العثور عليهم أحياء نظرا للمدة التي قضوها في البحر على بعد عشرات الأميال من "كابو دي بالوس" بمدينة مرسية. وحسب وكالة "أوروبا بريس" التي نقلت الخبر، فإن فرق الإغاثة الإسبانية استعانت إضافة إلى ترسانتها بطائرة هيليكوبتر وفرقاطة تابعتان للجيش الفرنسي، لكن الآمال تضاءلت في العثور على الحراقة أحياء. وموازاة مع ذلك، عثرت وحدات الإنقاذ التابعة لمقاطعة ألمرية، أول أمس، على قارب يحمل سبع حراقة بداخله، لم تُحدد هوياتهم بعد، في نفس المنطقة التي فقد فيها الجزائريون التسعة. وأوضح مصدر إسباني أن جميع الحراقة الذين عثر عليهم ذكور راشدون ولا يوجد معهم قاصر، وهم في حالة صحية جيدة. وتم رصدهم في سواحل مرسية بواسطة طائرات الإنقاذ المسخرة للبحث عن المفقودين، ليتم الإبلاغ عنهم ونقلهم عبر قارب إسباني إلى ميناء مورثيانا. وكانت المصالح الأمنية الإسبانية قد كشفت أول أمس أن وحدات حرس السواحل بدأت عمليات بحث مكثفة عن 9 جزائريين اعتبروا في عداد المفقودين على بعد 65 ميلا من "كابو دي بالوس" بمدينة مرسية. وبحسب نفس المصادر، فإن فرق الإنقاذ التابعة لمقاطعة ألمرية شرعت في إجراءات البحث عن جزائريين كانوا على متن قارب قادم من مدينة وهران حمل 12 حراقا، ووقع راكبوه في مأزق استرعى انتباه باخرة هولندية تمكنت من إنقاذ شخصين وانتشال جثة ثالث، لتقوم بإبلاغ السلطات الإسبانية. وأوقفت الوحدات الأمنية الإسبانية في بداية الأسبوع 16 جزائريا تمكنوا من الوصول إلى إسبانيا، حسب ما أفاده مركز تنسيق الطوارئ التابع لمقاطعة "مُرسية". حيث تم رصد 12 حراقا من المجموعة بين منطقتي "كالبلانكي" و"كالا ريونا"، في حين وُجد اثنان آخران في منطقة "كروث روخا". ومن جهة أخرى، عرضت يومية "الباييس" الإسبانية حصيلة هذا الأسبوع في موضوع الهجرة السرية، حيث لقي 5 حراقة مصرعهم وفقد 9 آخرون في سواحل جزر الكناري ومدينة مرسية. ومن جانب آخر، كشف المقدم سليمان ضفايري، وهو مسؤول الإعلام بالبحرية الجزائرية، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، أن حوالي 1100 حراق تم إيقافهم على السواحل الجزائرية منذ بداية السنة، وهي تصريحات متطابقة مع تلك التي أصدرها محمد خوذري، الوزير المكلف بالعلاقة مع البرلمان، حيث أوضح أن الجزائر أوقفت أكثر من 1100 مهاجر غير شرعي كانوا بصدد الإبحار صوب أوروبا، ما بين شهري جانفي وأوت الماضيين. وحسب نفس المصدر، فإن عدد الحراقة قد تضاعف هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية، حيث تم إحصاء 750 مهاجر غير شرعي في عام 2006 مقارنة ب1113 في هذه السنة، مع الإشارة إلى انتشال 84 جثة في هذه السنة لم يتم التعرف على هوية 80 بالمائة من أصحابها. وبحسب إحصائيات البحرية الجزائرية، فإن أكثر من 2300 جزائري تم إنقاذهم وهم في عرض البحر أو أوقفوا في السواحل الجزائرية منذ 3 سنوات. مصطفى فرحات