أظهرت دراسة حديثة نشرت مؤخرا أن الأمل في الحياة لمدة 5 سنوات لمرضى السرطان بعد الشفاء منه، ترتفع نسبته في أمريكا الشمالية بالصدارة، تليها أستراليا واليابان وأوربا الغربية، بينما ذكرت نفس الدراسة أن النسبة الأضعف في أمل الحياة توجد بالجزائر والبرازيل وأوربا الشرقية، مرجعة السبب إلى اختلاف حظوظ المرضى في التشخيص المبكر للمرض والعلاج أيضا ونقص الاستثمارات في القطاع الصحي. تختلف نسب احتمالات الأمل في الحياة بعد الإصابة بالسرطان بطريقة جد واضحة من بلد لآخر، بحسب ما جاء في تقرير عن الدراسة الصادرة بتاريخ 17 جويلية المنصرم في مجلة ''lancet oncology'' البريطانية المتخصصة في علم الأورام. الدراسة الأولى من نوعها تولى إدارتها فريق عمل ترأسه الدكتور''ميشال كوليمان'' من ''London school of hygiene and tropical medecine'' تناولت عينة بحث متكونة من 9ر1 مليون مصاب بالسرطان من 31 بلدا بمعدل يتجاوز عشرين دولة من أوربا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، كندا، أستراليا، اليابان، وكذلك البرازيل، الجزائر وكوبا شكلت موضوعا للبحث. الولاياتالمتحدة في الصدارة والجزائر في المؤخرة قارن فريق الباحثين مستوى الأمل في الحياة لمدة 5 سنوات بعد الإصابة بالسرطان لأنواع مختلفة من الأورام بالتركيز على أكثرها شيوعا كسرطان الثدي، القولون، البروستاتا، وسرطان المستقيم، والتي قد تم تشخيصها في فترة ما بين 1990 و1994 . وخلصت البحوث في النهاية إلى أن الأمل في الحياة لمدة 5 سنوات جيد جدا في منطقة أمريكا الشمالية لتعتلي بذلك المرتبة الأولى تليها أستراليا واليابان ودول أوربا الغربية. في حين يكون هذا الأمل أكثر انخفاضا في كل من الجزائر أين سجل في ولاية سطيف بمفردها 300 حالة سرطان كعينة للدراسة، وكذا البرازيل ب 1723 حالة مدروسة إضافة إلى دول أوربا الشرقية. وفيما يتعلق بسرطان الثدي والبروستاتا كانت أعلى معدلات الأمل في الحياة لمدة 5 سنوات تم تسجيلها في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أما اليابان فكان الرقم واحدا في سرطان الجهاز الهضمي لدى الرجال، وفرنسا لدى النساء بالنسبة لنفس الورم. اختلافات حتى داخل البلد الواحد ومما ورد في التقرير الخاص بالدراسة أن هناك اختلافات في معدل الأمل في الحياة ل 5 سنوات حتى داخل البلد الواحد باختلاف نوع السرطان، وكان أول مثال ذكره التقرير الجزائر وتحديدا ولاية سطيف، حيث معدل الأمل في الحياة لفترة 5 سنوات يتراوح ما بين 4ر11 بالمائة لسرطان القولون عند الرجال ونسبة 8ر38 بالمائة لسرطان الثدي لدى النساء. وفي فرنسا سجلت نسب من 8ر52 بالمائة لسرطان المستقيم لدى الرجال و8ر79 بالمائة لسرطان الثدي. كما يمكن للنسبة أن تختلف بين الدول فيما بينها، كما هو حال دول أوربا الغربية، فمثلا في الدانمارك بلغ المعدل نسبة أقل من 40 بالمائة لسرطان البروستاتا في حين يصل 80 بالمائة في النمسا. وبينت الدراسة أن في الولاياتالمتحدةالأمريكية تتأرجح النسب ما بين 4.56 بالمائة لسرطان المستقيم عند الرجال إلى 1.91 بالمائة، فيما يتعلق بسرطان البروستاتا، والجديد في نتائج البحث أن الدراسة كشفت اختلافا في معدل الأمل في الحياة ل 5 سنوات بين البيض والسود من السكان، حيث تنخفض معدلات الحياة لدى السود بما يقارب فارق 7 بالمائة لسرطان البروستاتا و14 بالمائة لسرطان الثدي.