اعترف أحمد ماهر وزير الخارجية المصري الأسبق وعضو مجلس الشورى أن فتيل الأزمة بين مصر والجزائر أشعل في القاهرة وليس في السودان، وذلك بعد أن تعاملت السلطات المصرية مع حادث تعرض حافلة اللاعبين الجزائريين إلى الرشق بالحجارة باستخفاف، حيث كان يجدر بها فتح تحقيق فوري حول الحادث، وما زاد الطين بلة أضاف ماهر هو ذهاب البعض إلى حد اتهام الفريق الجزائري بافتعال الحادث. أكد أحمد ماهر أن الأزمة التي ولدتها مباراة مصر والجزائر تجاوزت حدود كرة القدم وتحولت إلى أزمة دبلوماسية وسياسية، وانتقد بشدة طريقة تعاطي الإعلام المصري مع الحدث في تصريح له عبر حصة ''منتهى السياسة'' التي بثتها قناة المحور: ''لقد شتمنا الجزائر تاريخا وجغرافيا ولم نتورع عن شتم شهداء الجزائر الذين نعتز بهم...وهذا ما عمق الهوة بيننا وبين الجزائريين''. وقال ماهر إن الإعلام المصري لعب دورا سلبيا في تعاطيه مع الأحداث، مشيرا إلى أنه التقى شخصيا مع بعض العائدين من السودان وأكدوا له بأن الصورة التي يرسمها الإعلام المصري عما جرى في السودان مبالغ فيها رغم تسجيل بعض التجاوزات من جمهور كرة القد المتعصب من الجزائر، مضيفا أن بعض الوجوه المصرية التي ظهرت على الفضائيات ركبت موجة معينة وراحت تنسج أحداثا تدعي فيها بطولات مزعومة لا وجود لها. وصحح ماهر مفهوم الطائرات الحربية الذي روجت له وسائل الإعلام المصرية في تلميح منها لنظرية المؤامرة التي أريد تسويقها فقال أن سعة هذا النوع من الطائرات هي التي دفعت الجزائر لنقل مناصريها فيها وهي حرة في ذلك، كما نفى أن تكون هذه الطائرات قد نقلت أفرادا من الجيش، مشيرا إلى أن حماسة المناصرين الجزائريين وعنفهم هو الذي دفع البعض للاعتقاد بأن من حملتهم الطائرات ليسوا من جمهور كرة القدم، كما نفى أن يكون ما حدث عن نية مبيتة من طرف الجزائريين للإساءة إلى مصر. وأكد ماهر أن حق الاعتذار الذي يطالب به المصريون أمر صعب وأنه شخصيا لا يتوقع حدوثه، وذلك بسبب الحملة الشرسة التي تعرضت لها الجزائر من الإعلام المصري والتي أضاعت'' كل حق لنا لدى الجزائر''. ولم يرضخ ماهر لمحاولات محاوره جره للحديث عن معرفته الشخصية بالرئيس بوتفليقة، ولم يضف على قوله بأنه كان يعرفه منذ كان أول وزير خارجية للجزائر وعمره 23 سنة، حيث قال أنه لا يتحدث عن رؤساء الدول وأردف أن الإعلام يجب ألا يتناولهم أيضا. وأضاف أحمد ماهر أن الإعلام المصري كان سيتسبب في أزمة دبلوماسية مع السودان أيضا، لولا تدخل جهات عليا في الوقت المناسب، لتكميم أفواه الإعلاميين. وهو الأمر الذي لم يفوت الجزائريون ملاحظته لأنه كان ظاهرا للعيان، بعد أن غيرت كل الفضائيات المصرية التي وجهت أصابع الاتهام إلى السودان بالتحيز إلى الجزائريين مسارها بين ليلة وضحاها،.في حين واصلت ذات الأبواق صب جام غضبها على الجزائر شعبا وحكومة ورئيسا دون رادع .فهل كانت هذه السلطات العليا القادرة على إسكات الفضائيات بإشارة منها عاجزة فعلا عن فرملة من عبثوا بتاريخ وجغرافيا وشهداء والجزائر على حد قول أحمد ماهر الذي لم يكن ماهرا في فلتة لسانه التي أدانت النظام المصري، أم أن هذه السلطات تركت للفضائيات الحبل على الغارب طيلة ثلاث أسابيع لتسب وتشتم على هواها ، ثم اختبأت وراءها واتهمتها بالعبث.