قال وزيرالخارجية في حكومة جمهورية مصر العربية السيد احمد ماهر، في حصة منتهى السياسة لقناة المحور حيث وجه انتقادا صريحا للغوغائيين الذين ملئوا الدنيا ضجيجا من على الفضائيات المصرية .. "لقد شتم بعض اعلامنا التاريخ والجغرافيا والشعب الجزائري والسودان والعرب وهذا ما كان يجب ان يحدث أويكون". وذهب السيد ماهر الى أبعد من ذلك عندما سخر من الذين اعتبروا بأن ما حدث في السودان مؤامرة دبرتها السلطات الخارجية حيث قال "يجب تطويق هذا الموضوع فورا حفاظا على مصالحنا التاريخية، وأن السلطات الجزائرية بريئة من أي فعل، وأظن أن الحماس الزائد من الجانب المصري والحساسية الشديدة هي التي تركتنا نبالغ في تهويل ما حدث". شولم يتردد السيد احمد ماهر في القول" في علمي أن كل المصريين الذين ذهبوا إلى الخرطوم عادوا سالمين ولم يلحق بهم أي مكروه، وإذا كان هناك شغب فالحكومة السودانية قد عالجته علاجا طيبا. وبخصوص الحديث عن نقل الجمهور الجزائري في طائرات عسكرية، فقد سخر احمد ماهر من هذا الطرح قائلا "أعرف أن الجزائريين سافروا إلى الخرطوم على طائرات حربية وذلك شأنهم وأعرف ايضا انه عندما يتعذر على الاسطول الجوي المدني التعامل مع ارتفاع الطلب يتم الاستنجاد بالطائرات الحربية والجزائر تعاملت بهذا المنطق لأن اسطولها لم يكن قادرا على تلبية رغبات الجماهير التي أرادت السفر الى السودان في وقت ضيق، فاضطرت للاستعانة بالطائرات العسكرية. وأعاب احمد ماهر على المصريين انهم لم يعالجوا مواقفهم بمسؤولية، مشيرا الى أن المصريين قد تعرضوا لأزمات حقيقية وعالجوها بأساليب هادئة، أما هذه المرة فقد حدث ما لم يكن في الحسبان، لأن الاعلام المصري تدخل وزادها اشتعالا وأصبح من الصعب تفادي ما حدث. المعالجة لم تلق بمكانة مصر ومثالية الشعب المصري وخلص وزير الخارجية المصري السابق الى القول" تمنيت لو أن معالجة ازمة مباراة السودان قد تم بتنسيق اكبر بين مختلف الجهات، وأعيد وأكرر أن علاج الاعلام المصري لم يكن يليق بمكانة مصر ومثالية الشعب المصري." ويكفي أن احيل جنرالات الفضائيات المصرية وبعض الاقلام التي لم تهضم بعد موقف الجزائر اوربما تنزعج من صراحة وشفافية ما تحدث به وزيرنا الاول احمد اويحيى، على ما قاله احمد ماهر، وعندها يعي كل هؤلاء جيدا مدلول ما تحدث به هو الآخر، لعل ذلك يجعلهم يدركون بأن المواطن الجزائري فعلا ابن شعب عظيم وبلد عظيم وأن المليون ونصف المليون شهيد الذي قدمته ثورة الجزائر ليس اكتشافا ظرفيا. هذه حقيقة نقولها للاستاذ ابراهيم حجازي الذي اختص في تاريخ الجزائر ليرددها على مسامع الذين تحدث اليهم عن تاريخ الجزائر وأعطاهم صورة مشوشة. الجمهور الجزائري كان مثاليا ولم يأت من المقابر لكن وفي كل الحالات لن افوت عن نفسي ونيابة عن كل زملائي هذه الفرصة لأذكر كل الذين شتموا الجمهور الجزائري الذي تنقل الى السودان بما في ذلك بعض الرسميين في مصر ، بأن جمهورنا كان مثاليا بشهادة الاشقاء في السودان وأن حماسه نابع من الدفاع عن مصالح بلاده الجزائر، وهو عنصر ايجابي يحسب له وإن كل الجزائريين يعتزون بتلك الهبة الجماهيرية. اما نعْته بالعنيف اوالمعنف، فأظن أن الكل يدرك بأن هذه اسطوانة مشروخة وقديمة، وهنا لابد من التذكير بما حدث لهذا الجمهور بالقاهرة يوم 14 نوفمبر وبعدد الجزائريين الذين غادروا عاصمة ام الدنيا، يحملون على اجسادهم آثار التعذيب والاعتداءات، وربما من اللائق تذكيرهم بما حدث لحافلة المنتخب الوطني على طريق المطار وما حدث ايضا امام سفارتنا والذي اعتبرته دوائر رسمية عند اشقائنا بأنه حماس شباب فقط، مع أننا نعلم أن معظم الذين عاثوا فسادا في شوارع القاهرة وأمام سفارة الجزائربالقاهرة، جاؤوا من بؤر يعرفها العام والخاص .