بعيدا عن آراء التقنيين والمدربين الجزائريين بعد العقوبات المسلطة على المصريين التي صبّت في مجملها في خانة عدم الرضا التام بعد أن تعاملت هئية بلاتير مع مصر كأنها حمل وديع، فإن الشارع الجزائري من جهته لم يفهم الطريقة التي تعاملت بها “الفيفا” مع ما حدث للمنتخب الجزائري في مصر والإعتداءات السافرة التي جعلت الدماء تنزف من رأسي لموشية وحليش، في سيناريو لم يكن يتوقعه أحد على الإطلاق ومن منتخب كان الجميع ينتظر أن تكون المباراة أمامه عرسا كرويا رغم التهويل الإعلامي الكبير الذي سبق المباراة، وكانت السبب في شحن الجماهير المصرية التي بدر منها ما بدر وبعثت شرذمة قليلة من المتعصبين علاقات تاريخية بين شعبين شقيقين إلى الهاوية. تعدٍ صارخ على القوانين والأعراف وتنص قوانين “الفيفا” على أن أي منتخب أو ناد يتعرض إلى اعتداء خارج قواعده فإن المباراة أو المنافسة تُلغى بشكل رسمي، لكن رئيس الاتحادية الجزائرية روراوة لم يشأ أن يُفسد العرس الكروي بين الأشقاء وانتظر إحالة القضية على “الفيفا” بما أن القوانين واضحة ولا مجال للتشكيك فيها، إلا أنه ما يمكن الإشارة إليه أن المفاجأة جاءت من هيئة بلاتير التي داست على القوانين بشكل فاضح مانحة الحق بطريقة غير مباشرة إلى مصر وكأنها الضحية، وهو ما يدل على التعدي الصارخ على قوانين “الفيفا” التي تم تجاهلها في الوقت الذي كان جل الجزائريين ينتظرون تسليط أقصى العقوبات على مصر بما أن ما حدث للجزائر لا يمكن السكوت عليه إطلاقا لأن الأمر يتعلق بأرواح بشر كادت أن تتعرض إلى مكروه لولا لطف الله. اعتداءاتهم على زيمبابوي و”التوانسة” شجّعتهم على تكرار الأمر مع الجزائر ويبدو أن الاعتداء على الزوار من بين العلامات المسجّلة في مصر كما أشرنا إلى ذلك في أحدد أعداد “الهداف” سابقا، وما عاشه المنتخب الجزائري لم يكن ليخرج عن عادات المصريين الذين سبق لهم أن اعتدوا على منتخب زيمبابوي في فترة التسعينات وفي الظروف نفسها، إضافة إلى ما عاشه النادي الساحلي التونسي في نهائي كأس رابطة الأبطال الإفريقية سنة 2007 لما عاد بالتاج من القاهرة والتجاوزات التي حصلت له هناك دون أن تحرّك الهيئات الوصية والمطالبة بحماية قوانين كرة القدم ساكنا، وهو ما يعني أن ما عاشه المنتخب الجزائري بتزكية وتواطؤ غير مباشر من “الفيفا” و”الكاف” سويا أمر عادي إلى حد بعيد، ولا حرج في أن يتم السكوت عن تجاوزات أخطر في المستقبل من طرف المصريين. هل كانت “الفيفا” ستصدر العقوبات نفسها لو تعلق الأمر ببلد أوروبي ويمكن القول إن الكل كان ينتظر أن تتعامل “الفيفا” بحزم مع “الجريمة” التي ارتكبها المصريون في حق عناصر المنتخب الجزائري في القاهرة بعد أن استقبلناهم بالورد لما حلّوا في بلادنا ظنا منا أننا سنجد المعاملة نفسها منهم. لكن العكس هو الذي حدث على طول الخط، وما حدث من مماطلة وانتظار من طرف لجنة النزاعات التابعة ل”الفيفا” جاء ليجعل الشكوك تنتاب الجميع وانطبق المثل القائل “المندبة كبيرة والميت فار” بعد أن كان الجميع ينتظر معاقبة بمصر بحرمانها من الإستقبال على أراضيها كما تنص عليه القوانين، لكن لا شيء من هذا القبيل حدث ومرت هيئة بلاتير على هذه القضية مرور الكرام، وهو ما يطرح علامة استفهام. ثم ماذا كان سيكون موقف “الفيفا” لو تعلق الأمر ببلد أوروبي وليس أحد بلدان العالم الثالث؟ أكيد أن القرار كان سيصدر في أول اجتماع ولكانت العقوبات أشد وأقسى لأن بلاتير والهيئة التي يحكمها يدركان أن الإعلام الأوروبي القوي لن يسكت في حال تخاذل في العقوبات وسييقيم الدنيا ولا يقعدها. منتخب طوغو تعرّض لإطلاق نار في أنغولا و”الكاف” “كمّلت عليه” وما يدل على سياسة الكيل بمكيالين التي تتعامل بها هيئة عيسى حياتو هي الطريقة التي تعاملت بها مع ما حصل للمنتخب الطوغولي الذي تعرض إلى اعتداء سافر كاد أن يودي بحياة أغلب لاعبيه، وفي الوقت الذي كانت معنويات زملاء أديبايور في الحضيض جاءت “الكاف” لتسلط عقوبة حرمان المنتخب الطوغولي من المشاركة في كأس أمم إفريقيا لطبعتين متتاليتين، وهو ما كان بمثابة مفاجأة للمتتبعين خاصة أن طوغو كانت من بين المنتخبات المرشحة لأداء بطولة في المستوى، إلا أن حادثة كابيندا أثرت فيها كثيرا وجعلت معنويات لاعبيها منهارة بشكل كبير، ليأتي حياتو ويضيف متاعب لمتاعبهم قبل أن يتراجع عن موقفه ويرفع العقوبة عن زملاء أديبايور. كل المنتخبات والأندية ستتعامل بسياسة “طاڤ على من طاڤ” الآن وبعد كل هذا فإن كل الأندية والمنتخبات ستتحجج بالعقوبات “الخفيفة والرحيمة” التي سلطتها “الفيفا” على المنتخب المصري لتبرر أي تجاوزات قد تحصل من طرفها اتجاه كل المنتخبات الزائرة، حيث سيكون أي ناد أو منتخب لما يتعلق الأمر بمباراة مصيرية أمام حتمية الإعتداء على المنافس وإرهابه وإخراجه من أجواء المباراة للفوز عليه، ولتذهب عقوبات “الفيفا” إلى الجحيم إن كانت كتلك التي سلطتها هيئة بلاتير على الفراعنة، وستصبح الطريقة الآن “طاڤ على من طاڤ” هي السائدة إن لم تُغيّر “الفيفا“ طريقة تعاملها مع التجاوزات. ------------------------------------------- شوبير يفجّر مفاجأة من العيار الثقيل “أحد أعضاء الاتحاد المصري اجتمع بالمناصرين داخل المقر لتنفيذ الاعتداء على حافلة الجزائر” فجر الإعلامي المصري الشهير والحارس الدولي السابق شوبير مفاجأة من العيار الثقيل لما أكد من خلال حصته على راديو إذاعة “الشباب والرياضة” أن الاعتداء الذي تم تنفيذه بالحجارة على حافلة المنتخب الجزائري عند وصولها الى القاهرة، وراح ضحيته3 لاعبين، تم بالتخطيط مع مسؤولي الإتحاد الذين فتحوا مقرهم لمجموعة من المناصرين وتم الإتفاق على رسم الخطة القذرة بعد منحهم كل المعلومات عن توقيت وصول الوفد والطريق التي سينتهجها، وهي المعطيات الخطيرة للغاية التي أدلى بها بعد صدور العقوبات مباشرة. “عضو في الاتحاد طالب المشجّعين بمهاجمة حافلة الجزائريين” وقد اختار شوبير الوقت المناسب ليدلي بهذه الحقيقة حتى يزيد من الشعور بالألم لدى الجزائريين جراء العقوبات المخفّفة التي سلطت على المصريين، حيث لم يكتف فقط بإثبات ما حصل من اعتداءات، وهو الأمر الذي اجتهد الإعلاميون وحتى بعض أعضاء الإتحاد في نفيه طيلة الأشهر الماضية، بل قال بالحرف الواحد : “أحد أعضاء مجلس إدارة الإتحاد المصري قام بالإجتماع ببعض المشجعين قبل مباراة مصر والجزائر داخل مبنى الإتحاد وطالبهم بمهاجمة البعثة الجزائرية أثناء ذهابها الى النزل”. “خدعونا وسمّوا الاعتداء تمثيلية الأوتوبيس” وفي اتصال هاتفي مع قناة “اليوم” قال شوبير : “الفيفا وقّع علينا أخف العقوبات الممكنة، رغم أنه كان من الممكن أن تكون أقسى مثل اللعب دون جمهور أو خارج مصر أو خصم نقاط من التصفيات المقبلة”، وأضاف حارس مصر السابق متّهما الإتحاد المصري بالتستر على الحقيقة قائلا : “خدعونا وقالوا أن ما حدث في حافلة الجزائر مجرد تمثيلية من منتخب “الخضر”، حتى أنني كتبت مقالا عن تمثيلية الأتوبيس في جريدة “المصري اليوم“ بناء على كلام اتحاد الكرة”. وعن العقوبة التي سلطت على مصر قال شوبير : “بعد واقعة الحافلة في القاهرة روراوة أحضر وكالة الأنباء الفرنسية والتلفزيون الألماني من أجل إثبات الواقعة وهو ما لم يفعله الجانب المصري بعد اعتداءات السودان ومن هنا جاءت العقوبة علينا”. ونفى شوبير أن توقع “الفيفا“ أي عقوبات على الجزائر مستقبلا بسبب ضعف الملف المصري غير المدعوم بأي إثباتات “عكس الملف الجزائري القوي” على حد وصفه. شبانة : “عشنا تمثيلية من صنع الاتحاد المصري” وتدخل إثره على البرنامج نفسه الإعلامي المصري محمد شبانة هاتفياً ليهاجم سمير زاهر ويؤكد أنه غيّر أقواله وأن هذه التصريحات التي أدلى بها بشأن صحة هجوم الجماهير المصرية على حافلة الجزائر لم يسمع عنها من قبل، وأضاف شبانة : “أنا إعلامي رياضي ومقدّم برنامج رياضي ومع ذلك لم أسمع أن زاهر تحدث عن هجوم مصري على حافلة الجزائر من قبل كما يدّعي الآن“، واختتم شبانة تدخله قائلاً : “كنا نعيش تمثيلية من صناعة اتحاد الكرة الذي يضلّل الرأي العام، ويمارس سياسة “التطبيل“ التي ينتهجها مع الجماهير المصرية”. سمير زاهر : “الاعتداء حصل على الحافلة ومنذ 3 أشهر وأنا أتكلّم عنه” بعد صدور القرار اعترف أيضًا سمير زاهر رئيس الإتحاد المصري ولو متأخرا كثيرا في تدخله في برنامج “القاهرة اليوم” أن حافلة “الخضر” قد تعرضت الى الإعتداء فعلا حيث قال : “لاعبو الجزائر قاموا باستفزاز الجماهير المصرية مما دفع بعض الأطفال لقصف الأتوبيس الجزائري بالحجارة”، ولمّا قاطعه معد الحصة عمرو أديب عن سبب التستر عن الحقيقة رغم مرور مدة طويلة عن المقابلة رد قائلا : “منذ 3 أشهر وأنا أتحدث عن ضرب بعض الأطفال الصغار لحافلة الجزائر بالحجارة”، وهي التصريحات التي لم يقرأها ولم يسمعها أحد من قبل على لسان الرجل الذي يبدو أن الفرحة بالعقوبات المخفّفة أنسته كل شيء. “الغرامة المالية أهون مليون مرة من الاعتذار” وفي تصريحات أخرى له لبرنامج “مساء الأنوار” قال زاهر : “ذهبنا الى “الفيفا” ولم نكن نعلم أن هناك إعلانا عن العقوبات ولكنّنا فوجئنا باتخاذ هذه القرارات، وقد حسمت هذه المشكلة نهائياً بعد أن شغلت الرأي العام كثيراً”. وواصل يقول : “العقوبة المالية أفضل “مليون مرة” من الاعتذار الذي كان يطلبه الجانب الجزائري، والحمد لله أنها انتهت بالفلوس فقط..!!”، وذهب الى أبعد من ذلك سمير زاهر لمّا أكد أن الإتحاد الدولي لم يتّخذ عقوبات في مباراة السودان، مشيرا الى أن إتحاده سيتظلّم في القرار وسيسعى وراء ما يسميه “الحق” المصري الى النهاية. عمرو أديب: “لماذا لم نسمع مثل هذا الكلام قبل صدور العقوبة؟“ ورغم أن سمير زاهر كان يتوقع أن تحوّله العقوبات المخففة إلى بطل قومي يشيّد له المصريون تمثالا في أرقى شوارع القاهرة، إلا أن المفاجأة غير السارة التي وجدها في انتظاره بمجرد أن أعلن الإتحاد الدولي “فيفا” عن العقوبات هي الهجوم العنيف الذي تعرض له والانتقادات اللاذعة التي لاحقته من مختلف الإعلاميين المعروفين في مصر الذين تهجّموا على الجزائر ورموزها دون وجه حق أيام الأزمة، وكان أولهم صاحب المزاج المتقلّب عمرو أديب الذي إعترف زاهر في حصته على المباشر بحادثة رشق حافلة “الخضر“، وهو ما دفه ليقاطعه ويقول له إن الكلام تغيّر للمرة الأولى وهذا الاعتراف لم يسمعوه من قبل، لكن زاهر نفى ذلك وأكد أنه يتحدّث عن رشق بعض الصبية المصريين لحافلة الجزائر منذ ثلاثة أشهر، وتابع رئيس الاتحاد المصري قائلا: “ذهبنا إلى مقر الفيفا في سويسرا ثلاث مرات من أجل محاولة تخفيف العقوبة على مصر وهو ما نجحنا فيه وساعدنا في ذلك المحامي الإيطالي”، واختتم زاهر قائلا: “ملف مباراة القاهرة أُغلق والآن سنفتح ملف مباراة أم درمان وقد توقّع الفيفا عقوبات على الجزائر في أعقاب هذه المباراة إذا أدانت المحكمة الرياضية الجزائر”. محمد حسن (كاتب صحفي): “زاهر تعمّد الإساءة إلى علاقة الشعبين المصري والجزائري ويستحقّ أن يقدّم لمحاكمة عاجلة” من جهته كتب محمد طه معلّقا في صحيفة “المصريون”: “لا نريد زاهر الكذاب المماطل الذي أضاع حقوقنا ويسرق أموالنا”، أما محمد حسن فكتب في موقع الصحيفة نفسها: “إن ما فعله زاهر بمصر والمصريين يستحق أن يقدّم بسببه لمحاكمة عاجلة لأنه تعمّد مع سبق الإصرار والترصد الإساءة للعلاقة بين الشعبين المصري والجزائري وهو ما نعاني من نتائجه حتى هذه اللحظة، إنّ المدعو زاهر كذب عن عمد وأخفى الحقائق وهو الآن يتكلّم عن كرامة مصر والمصريين مع أنه أول من داس عليها وضلّل الشعب المصري بكذبه وظهوره بمظهر الحمل الوديع”، وواصل الإعلامي محمد حسن مقاله: “زاهر قال إنه مجهز ملف ورايحين جايين على حسابنا لسويسرا وفي الآخر راجع بعقوبات!!! فين بقى ملف أم درمان ولا دي برضه خدعة يا كابتن سمير!!!”.