اعتبر رابح سعدان مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم، أن المرور إلى الدور الثاني خلال نهائيات بطولة أمم إفريقيا التي تستضيفها انغولا في الفترة بين 10 و30 جانفي المقبل، سيكون صعبا جدا، في ظل تواجد منتخب البلد المنظم في المجموعة الأولى. وقال سعدان في ندوة صحفية عقدها أمس الأول بقاعة المحاضرات لملعب 5 جويلية،''إنه سيكون على منتخبات مالي والجزائر ومالاوي التنافس على بطاقة واحدة، مادام أن البطاقة الثانية ستكون مضمونة نظريا لمنتخب انغولا المضيف للبطولة''، مشددا ''أن المنتخبات الثلاث تملك نفس الحظوظ لتجاوز عقبة الدور الأول''، حيث أوضح أن منتخب مالي يضم أسماء عدة نجوم يلعبون في أندية كبيرة تنشط بأوروبا، كما أن منتخب مالاوي لن يكون لقمة صائغة للجميع. مشيرا إلى أنه بعد مشاهدته لعدد من مباريات منتخب مالاوي على أشرطة الفيديو تحصل عليها مؤخرا، تأكد لديه ''أن هذا الأخير يملك إمكانيات كبيرة جدا، ولن يكون كعكة تقدم على طبق شهي لمنافسيه''. وتحدث سعدان عن بعض الظروف التي قد تزيد في صعوبة المهمة في موعد لوندا، وخص بالذكر ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، مؤكدا أن معظم لاعبي الخضر غير متعودين عن مثل هذه الظروف المناخية الصعبة. تأهلنا إلى ''الكان'' والمونديال لا يعني أننا وصلنا درجة الكمال وأكد الشيخ سعدان أن تحقيق ''الخضر'' التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، لا يعني ذلك أبدا، أن الفريق وصل إلى درجة كبيرة من التطور، بقوله ''إن وصولنا إلى نهائيات بطولة أمم إفريقيا ومونديال جنوب إفريقيا، لا يعني أننا بلغنا درجة الكمال، بل بالعكس تماما، فهناك الكثير من السلبيات التي لا نزال نعاني منها، مثل الأداء الجماعي ونقص الانسجام بين الخطوط''. وشدد الناخب الوطني، أن عملا كبيرا ينتظره من الناحية التكتيكية والفنية. يقوله ''لقد قلت إن بطولة أمم إفريقيا اعتبرها مرحلة انتقالية وفرصة جيدة لتحسين الأداء قبل الذهاب إلى المونديال، حيث سيكون علينا مسؤولية كبيرة وهي تشريف الكرة الجزائرية في هذا المحفل العالمي''، وأضاف ''مهمتنا في جنوب إفريقيا هي الظهور بوجه لائق، وتحقيق نتائج مشرفة بعيدا عن أية بهدلة''. منتخب سلوفينيا أفضل منا حاليا.. ورجاء لا تفرطوا في التفاؤل وراح الشيخ سعدان إلى درجة القول إن ''المنتخب الجزائري في الوقت الحالي هو دون كل المنتخبات التي سيواجهها ضمن المجموعة الثالثة خلال مونديال جنوب إفريقيا.. فمنتخب سلوفينيا الذي يرى البعض أنه منتخب متواضع، هو في واقع الحال أحسن منا بكثير في الوقت الحالي، لذلك طلبنا مواجهة منتخب صربيا وديا لأنه يشبهه كثيرا في طريقة اللعب، وذلك حتى يتسنى لنا الوقوف على النقائص التي نعاني منها''. كما دعا رابح سعدان وسائل الإعلام الوطنية، إلى عدم الإفراط في التفاؤل وطالب بعدم التأثير سلبيا على الرأي العام الرياضي في البلاد، حيث أضاف متهكما'' من المخجل أنه أصبح البعض يطالبنا الفوز بكاس أمم إفريقيا والمونديال لمجرد أن تأهلنا إلى هاتين المنافستين''. نعاني من إرهاق كبير وعلى ''الكاف'' إعادة النظر في تنظيم ''الكان'' وقبل أن يبرح الحديث عن كأس أمم إفريقيا، طالب سعدان من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ''الكاف'' إعادة النظر في تنظيم نهائيات كأس الأمم الأفريقية، عندما تتزامن دورة من دوراته في نفس السنة التي يقام فيها المونديال، من أجل إعطاء وقت كبير للمنتخبات المتأهلة من التحضير وعدم إرهاقها، مشيرا إلى أنه طرح نفس المشكل في سنة 1985 عندما تأهل الخضر إلى مونديال مكسيكو، وقد عبر عن ذلك بالقول ''من غير المعقول أن تقام منافسة هامة بحجم نهائيات كأس أمم أفريقيا في نفس السنة التي تقام فيها نهائيات كأس العالم وقبل أسابيع قليلة على نهاية التصفيات المضنية.. نحن ذاهبون إلى أنغولا متعبين جدا بعد المجهودات التي بذلناها في مشوار التصفيات الصعب المؤهل لكاسي أفريقيا والعالم''، كما تمنى سعدان أن يحذو ''الكاف'' حذو الاتحاد الأوروبي الذي ينظم بطولة أمم أوروبا كل أربع سنوات وبفارق سنتين عن نهائيات كأس العالم. مهدي أنا من ألح على طلبه وهو من طينة الكبار ولدى حديثه عن قائمة اللاعبين الذين اختارهم للدفاع عن حظوظ الجزائر في بطولة أمم إفريقيا، التي سقط منها اسم متوسط ميدان نادي راسينج سانتدير الاسباني مهدي لحسن، أوضح سعدان أن تخلف لحسن يعود لأسباب شخصية متعلقة باللاعب، لكن بالمقابل أطنب في الإشادة بإمكانيات اللاعب وأخلاقه وحبه لحمل ألوان المنتخب الجزائري، والأكثر من ذلك أكد ''أنه هو من ألح على ضمه إلى المحاربين، لأنه في حاجة ماسة إلى خدماته''، وقد ذهب إلى درجة القول إنه من طينة الكبار وهو بمثابة الرئة التي يتنفس بها أي منتخب يمتلكه، وقد شبهه بكل من محمد قاسي سعيد الذي شارك في مونديال 86 وشريف الوزاني وموسى صايب. بعض الجهات حاولت ضرب استقرار المنتخب بافتعال قضية لحسن سعدان الذي أطال كثيرا في الحديث عن لحسن، مثلما أطال في مؤتمره الصحفي الذي دام قرابة الساعتين، فتح النار على الصحافة الوطنية وجهات لم يذكرها بالاسم، حيث اتهمها ضمنيا بمحاولة ضرب استقرار المنتخب، من خلال الأحاديث التي أجرتها مع عدد من لاعبي ''الخضر'' التي أطلقت عليهم بأعمدة الفريق على غرار بوقرة وعنتر يحي وزياني، وراحت تقدم مواقفهم وآرائهم بشأن ضم مهدي لحسن. وبانفعال شديد، شدد الشيخ سعدان، أنه يبقى المسؤول الأول والأخير بخصوص الناحية الفنية للخضر، بقوله ''بخصوص شؤون المنتخب فأنا المسؤول الأول عليه، وأنا أقرر من أضم ومن أبعد لأني الأعلم بكل الأمور، ولا يحق لأحد، سواء كانوا لاعبين أو أي طرف أن يعطي رأيه بخصوص اختياراتي''. وفي انتقاد صريح وبسخرية لم نعهدها على الشيخ سعدان، أضاف شيخ المدربين الجزائريين يقول ''لم أكن أعلم أن لدينا خبراء كبار في الكرة، أظن أنني سأكلم الحاج روراوة، من أجل فتح مناصب جديدة في العارضة الفنية خاصة لهؤلاء حتى يكونون على مقربة مني وأستشيرهم في كل أمر أفعله.. أتمنى أن يلتزم كل واحد منا بمهمته من أجل المصلحة العليا للفريق، فاتركونا نعمل بهدوء''. المصريون وحدونا.. والتأهل شارك فيه الجميع من بوتفليقة إلى أصغر مناصر وكان قد استهل سعدان حديثه في الندوة الصحفية، عن التأهل إلى المونديال والذي قال إنه جاء بفضل تضافر جهود الجميع من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى أصغر مناصر، وليس فقط من قبل الطاقم الفني والفاف واللاعبون. كما أبى سعدان إلا أن يشير إلى الفضل الكبير الذي لعبه المصريون في توحيد الشعب الجزائري وإرجاع اللحمة إليه، وأضاف يقول ''سأقولها اليوم صراحة، يجب على المصريين أن يفهموا أننا تفوقنا عليهم بالإرادة والعزيمة القوية وقدرة التنظيم، والأكثر من كل ذلك الذكاء الجزائري الذي سمح بإفشال كل مخططاتهم لهزيمتنا بنتيجة كبيرة في القاهرة، مثلما كانوا يراهنون''. ويشار إلى أن المنتخب الوطني يستهل التربص المغلق بمركز كاستيلي جنوبفرنسا، يوم السبت 26 ديسمبر الجاري، الذي يمتد إلى غاية 7 جانفي المقبل موعد تنقل ''الخضر'' في طائرة خاصة إلى لواندا، ويستفيد اللاعبون من أربعة أيام راحة (من 30 ديسمبر إلى 2 جانفي 2010) خلال التربص من أجل قضاء احتفالات رأس السنة الميلادية، كما سيتم الجزء الأول من التربص تحديد القائمة النهائية ل23 لاعبا المشاركين في موعد انغولا، عقب تكوين ملف طبي عن كل لاعب يرسل إلى الكاف قبل يوم 30 ديسمبر.