"الحوار" تلتقي أطباء ومختصين من المنطقة المغاربية والعربية مسؤول البحوث العلمية في مؤسسة روش العالمية للصناعات الدوائية الفرنسي ستيفان ترومبات يتحدث ل"الحوار" عن فعالية وخصائص الدواء الجديد ال roactemra tocilizumab شهدت العاصمة الفرنسية باريس بين أيام 29 و 30 نوفمبر الفارط إلى ال 2 من شهر ديسمبر المؤتمر ال 22 للمؤسسات الفرنسية لأمراض الروماتيزم، حيث أزاح عملاق الصناعات الدوائية "روش" الستار عن جديده في هذا الميدان تحت اسم Ro Actemra بالإضافة إلى عرض النسخة المطورة من دواء ال MABTHERA، وكلها علاجات أدخلت علاج التهاب المفاصل والعظام والروماتيزم لمرحلة جديدة ستنعكس على المواطن الجزائري بعد ثبات نجاعتها في السوق الأوروبية. "الحوار" كانت حاضرة على مدى أيام المؤتمر الذي احتضنته منطقة La Défance بباريس وطافت بأجنحة المعارض وحضرت العديد من المحاضرات العلمية، كما عادت بآراء العديد من الأطباء والخبراء والمختصين في هذا المجال. تركزت محاضرات الباحثين في مجال طب العظام والروماتيزم خلال المؤتمر ال 22 الذي انطلق بالعاصمة الفرنسية ودام أربعة أيام، على إظهار الكم الهائل من المعلومات والنتائج المحصل عليها، وهي نتائج يستمر حصدها لسنوات عدة من التجارب والملاحظات، وكان من بين أبرز ما استفادت منه "الحوار" المحاضرة العلمية الخاصة بالمخبر العالمي ROCHE والذي تصدر في الآونة الأخيرة الريادة بعد نجاحه في تسويق التاميفلو المضاد الأول في العالم لفيروس أنفلونزا الخنازير المصطلح عليه ب AH1N1 وقد جرى خلال المحاضرة التركيز على الدواء الجديد المسمى ب Ro Actemra والذي انطلق تسويقه في أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية قبل أيام فقط، حيث أثبتت الدراسات التي عرضت عن طريق شاشات الفيديو التجارب الناجحة لاستخدام الدواء، وقد ركز البروفيسور المحاضر P.GAUDIN من مستشفى غرونوبل الفرنسي بالإضافة إلى كل من البروفيسور R.TREVES من مستشفى ليموجاس، والبروفيسور دوغادوس من مستشفى باريس على الفعالية الكبيرة لدواء الروأكتمرا وخصائصه الجيدة في معرض مداخلتهم العلمية، حيث أثبتوا مقدرة الدواء على التحكم في معالجة مرضى الروماتيزم في ظل استعمالهم للكورتزون الذي يعالج به السواد الأعظم من مرضى الروماتيزم. كما خلصت الدراسة إلى أن النتائج المحصل عليها ستسهم في تمديد جودة نوعية الحياة لاسيما عند المرأة التي تعد فردا مهما في العائلة، وهو ما سينعكس على أدائها تجاه أبنائها وزوجها، مما سيؤثر على كل نسق المجتمع. الخبراء والمختصون يتحدثون ل "الحوار" عن جديد مؤتمر باريس ال 22 للمؤسسة الفرنسية لأمراض الروماتيزم التقت "الحوار" بمجموعة من الأطباء والباحثين العرب والأجانب وممثلين عن المؤسسات الدوائية، حيث سألناهم عن أهمية لقاء باريس ال 22 فكانت هذه هي انطباعاتهم ستيفان ترومبات الملحق العلمي للمخبر العالمي للأدوية روش - فرنسا في الحقيقة المناسبة جد طيبة بالنسبة لنا في مخابر روش العالمية أن نلتقي بمئات الأطباء والمختصين في أمراض الروماتيزم هنا في فرنسا، وهي مناسبة للكل من أجل مناقشة واكتشاف الجديد. وبالنسبة للدواء الذي تعرضه مؤسستنا فقد أثبتت فعالية سريعة، وهذا من خلال مجموعة من الدراسات حيث تبدأ النتائج الإيجابية في الظهور منذ الأسبوع الثاني، وهذا من خلال خفض الانتفاخات، وهذه المحصلة تتعاظم وتدوم أكثر فأكثر بمدى استخدام الدواء، وحسب كل حالة فهناك النتائج التي تظهر في 6 أشهر وهناك التي تظهر في سنة وحتى سنتين. وبالنسبة لنا في مؤسسة ROCHE فإن ما نعد به المريض هو أن استخدام Ro Actemra سيمكنه من حصد نتائج مهمة في إطار تحسين وضعيته الصحية، فالتجارب التي أجريناها أثبتت أن نسبة 1/ 3 من المرضى يستجيبون في فترة 6 أشهر و1 / 2 خلال سنة و2 / 3 خلال سنتين، وهذا يعتبر نجاحا باهرا للعلاج البيولوجي. وباعتقادي فإن الأهمية اليوم تكمن في اجتياز المريض عبر هذا الدواء الجديد Ro Actemra لحالات العجز التام التي يسببها مرض الروماتيزم، وبهذا يمكن أن يقضي المريض بقية حياته في حالة جيدة، وهذا ما نود الوصول إليه. وبالنسبة لسؤالكم حول عدد مرضى الروماتيزم في فرنسا فأنا لا أملك النسبة الحقيقية للمرضى في بلادنا، لكن أعتقد أنها تتجاوز بالنسبة للمعالجين بالعلاج الكيميائي ال 10 آلاف مريض، وهذا يدل على أن المرض لا يمس غالبية الفرنسيين لكن المفيد بالنسبة إلينا هو وصول مخابرنا لإيجاد دواء يسهم في تخفيف وتخفيض الآلام لدى هؤلاء، وعلاجهم وبنسبة كبيرة، وهذا ما لاحظناه في الآونة الأخيرة من خلال توفير مثل هذا الدواء في السوق الأوروبية، فRo Actemra سمح لنا بتقليص نسب المرضى مقارنة بما كان عليه الوضع منذ سنوات، وأعتقد أن الأمور تتطور للأحسن ومقصودنا اليوم هو تجنب حالات العطب لدى الإنسان. الدكتور خنان ميلود - أخصائي في أمراض الروماتيزم - مستشفى القنيطرة (المملكة المغربية) أود التأكيد على أن مؤتمر ال SFR ال 22 المنعقد بباريس كان مفيدا جدا بالنسبة لنا، فقد تم الكشف عن تسويق الأدوية الجديدة في فرنسا ومن بينها Ro Actemra TOCILIZUMB ونحن نأمل أن يتم إدخاله إلى المنطقة المغاربية في أقرب وقت، وبالنسبة للأهمية التي يختص بها هذا الدواء فإن استخدامه أظهر فعالية كبيرة في أول ظهور لأعراض المرض وهذا مفيد لكي نتقي تفاقم المرض في المراحل المتأخرة. بالنسبة لنا في المملكة المغربية نستخدم حاليا Ro TOCILIZUMB وهو له نفس الخصائص مع أنه أقل تكلفة من الدواء الجديد الأكثر فعالية. لقد سألتم عن الأسباب، ومن جهتي أؤكد أنها ما تزال مجهولة لكن الأكيد أن آثار العوامل البيئية والمحيط ومجموعة الفيروسات والجرثومات بالإضافة إلى التدخين تلعب دورا مهما في هذه المسألة، ونصائحي للمواطنين أينما كان هو الوقاية ثم الوقاية وضرورة التشخيص المبكر لأنه يشكل بالنسبة لنا هاجسا، وهو كالغابة التي تحترق ويجب إطفاؤها في أول الأمر. الدكتور لطيفة طاهري أستاذة مساعدة في المركز الاستشفائي الجامعي لمدينة فاس (المغرب) هذا مؤتمر سنوي يجمع جميع الدول الناطقة بالفرنسية والدول المغاربية على رأس هذه الدول، وهو مؤتمر يعنى بآخر ما توصلت إليه البحوث والدراسات الخاصة بأمراض الروماتيزم وبالنسبة لأهم ما ميز هذا المؤتمر فهو العلاج المصوب أو المستهدف، والجديد هو الثورة النوعية فيما يخص علاج آلام الروماتيزم، والتشخيص المبكر وفي هذا الإطار بودي الإشارة لمعايير التشخيص التي خرج بها المؤتمر الأخير في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث جرى لأول مرة استحداث معايير مشتركة بين الجمعية الأمريكية والجمعية الأوروبية لأمراض الروماتيزم وقد تم التركيز على التشخيص المبكر من أجل الوصول لعلاج فعال وإمكانية إعطاء نتائج فعالة للحد من المرض وتطوير نوعية وجودة الحياة. وبالنسبة للجوانب الأخرى التي ميزت هذا المؤتمر فقد كان هناك جديد في مجال الأشعة بالتعاون مع الأطباء المختصين في الأشعة ونقل الصورة والتشخيص الدقيق المبكر، حيث شاهدنا العرض الخاص بحالات استعمال الرنين المغناطيسي وقد ظهرت نتائج جد طيبة في هذا الجانب. وفي ما يخص الأدوية التي عرضها المخبر السويسري روش ROCHE وهي Ro Actemra وال MABTHERA فهي أدوية تستهدف العلاج الكيميائي والبيولوجي المطور عبر دراسات معمقة استمرت لسنوات، وقد أظهرت نتائج تطور المرض وهذه المعرفة المهمة ساهمت في منح الأطباء نتائج جيدة على الواقع، ونحن ننتظر وصول الدواء الجديد إلى المغرب والجزائر وتونس وغيرها من دول شمال إفريقيا. وبشأن العلاج المستهدف فهو يستهدف مكونات الخلية إما في الغشاء أو في المادة المفرزة التي تُستهدف، وهو يسمى بالمستهدف لأنه يستهدف أحد مسببات المرض وبهذا فهو يمنحنا مضاعفات أقل. وفيما يخص الMABTHHRA فهو دواء أثبت فعالية كبيرة من حيث استخدامه وثمة دراسات أثبتت أن بواسطته يمكن القيام بمعالجة مسبقة لتآكل المفصل الغضروفي في مرض الروماتيزم. وحول سؤالكم الخاص بأسباب المرض أعتقد أنها ما تزال مبهمة، لكن هناك عوامل بيئية تؤثر كالميكروبات والفيروسات كما أن هناك دراسات حول المرض أثبتت دور التأثير الاجتماعي والاقتصادي وأثبتت وللأسف أن هذا المرض يمس الفئات التي تخلت عن الدراسة، أما فيما يخص التكلفة فنحن في المغرب لدينا تعاونية صندوق الضمان الاجتماعي، فهي تتكفل بالتعويض لذا يبقى المريض مرتاحا من هذا الجانب. الدكتورة عواطف العماراني - طبيبة مختصة في أمراض الروماتيزم مستشفى الرسول الأعظم - بيروت (لبنان) أعتقد أن مؤتمر فرنسا مهم، وهذا يتضح في كم الحضور في هذه السنة من دكاترة وخبراء وباحثين جاءوا لنقل المعارف ولمتابعة جديد أمراض الروماتيزم والتهاب العظام والروماتيزم الرئوي الذي يمكن معالجته ومعالجة التآكل المفصلي الغضروفي والعظمي، وهذا في اعتقادي جد مهم، حيث كان ذلك يسبب متاعب للمريض أهمها الاعوجاج المفصلي. ومن أجل تجنب هذه العوارض نجد أدوية جديدة ظهرت وجرى عرضها اليوم في المعرض ومن بينها دواء Ro Actemra والMABTHERA المطور والذي أثبت فعالية كبيرة في مسألة تثبيت المناعة نظرا لأن المشاكل تبدأ بالظهور من خلال الخلل العشوائي، وهناك من لديه مناعة المفاصل، ونحن في هذا الإطار نضبط هذه المناعة لكي تكون فعالة وهذا ما نسميه نحن بالعلاج الكيميائي الخالي من العلاج الكيميائي، وهذا ما يسمح بتطوير فعالية العلاج في المستقبل. وبالنسبة لوضعية المرض في لبنان يمكن القول إن كل الأدوية موجودة في السوق اللبنانية، فمع تسويقها في أول أسبوع في أمريكا وأوربا يمكن أن نجدها في بيروت بعد ذلك، وهذا يرجع للسياسة الصحية التي تعتمدها الحكومة. وبالنسبة لسؤالكم حول أسباب المرض أعتقد أنه نتاج خلل بالمناعة، فمثلما يقع خلل في مجرى التنفس يكون سببا في إحداث مرض الربو، يقع خلل فيما يخص المفصل، والمشكلة تقع بالمناعة وهو ما يسبب تآكل الغضروف. الدكتور بوراوي نبيل طبيب فرنسي من أصل تونسي مستشفى باريس لقد تم عرض علاجات جديدة خاصة بأمراض النساء المسنات والذين فقدوا نسبة الكالسيوم في العظام، بالإضافة إلى ذلك فقد جرى الكشف عن طرق جديدة لمدة العلاج التي تستخدم فيها الأدوية الجديدة المعروضة اليوم في هذا المؤتمر، وأعتقد أن المحاضرات التي شاركنا فيها بين اليوم والأمس قد أثبتت فعالية كبيرة لهذه الأدوية. وبالنسبة لأسباب المرض، فالأسباب لا تزال غير مجدية لكن تشخيص حالة المرض تثبت أنه مرض يقع بعد ظهور التهاب في المفاصل، حيث ينجم هذا عن فقدان المادة السائلة الموجودة بين المفاصل، وهو ما يسبب احتكاك العظام وهذا ما يولد لنا التهابا أو ما يعرف بالروماتيزم. لقد سألتم عن النصائح التي يمكن تقديمها لأي إنسان وأنا أقول إنه مطلوب من كل شخص كبير في السن القيام بالتشخيص لمعرفة نسبة وقوة الكالسيوم في العظام، وبهذا يمكن معرفة نقص مادة النيستروجان وهذا هو المهم. الدكتور مولود هيشور طبيب أخصائي في العلاج الطبيعي والتأهيل بقسنطينة أعتقد أن الجديد يكمن بالنسبة للطبعة ال22 لمؤتمر المؤسسة الفرنسية لأمراض الروماتيزم في جديد الأدوية المعروضة اليوم لمعالجة أمراض العظام وهشاشتها، وقد شاهدنا عبر عديد المحاضرات فعالية هذه الأدوية وكذلك فيما يخص كسور العظام، حيث عرضت الكثير من الأدوية والتي تستخدم في المستشفيات على وجه التحديد. وباعتقادي أن الجديد يكمن في إيجاد أدوية وطرق جديدة توقف انتشار المرض فسابقا لم يكن لدينا هذه الخاصية وأعتقد أن هذا التطور يأتي في صالح المريض. وبالنسبة للاستجابة فإنها تتراوح بين 6 أشهر وسنة و2 و3 وحتى 4 سنوات وهو يتوقف على كل حالة من الحالات الخاصة بالمرضى، وبالنسبة لسؤالكم حول وضعية المرض في قسنطينة فالحقيقة أن الأوضاع أحسن من سنوات الستينات والسبعينات والثمانينات، فالإمكانيات المادية والتحضيرات موجودة والحمد لله، لكن يبقى مشكل توزيع الدواء في وقت يحتاجه المريض، يشكل عائقا نتمنى أن يجد الحل العاجل من طرف وزارة الصحة لدينا.