في كل مرة تبدع أم الدنيا بدعا في اعتقادها أنها خطوات رائدة للقفز خطوات جبارة نحو الدول التي سبقت مزدهرة ، فجعلت من أوقات الراحة متنفسا للعبث وإشباع غريزتي القبقب والذبذب. أو أنها أصيبت بعقدة العقد حين حبكها ال''روراوة'' لما عمد في صمت إلى أن يقدم ملفا محكما للدول التي تقدر ذاتها وتنشر الحقائق كما حدثت ، لا كما نسجتها شهريار لتطن بها الآذان إلى يصبح الصباح وما تسكت عن كلام القباح. والأكيد الذي أدركوه بعد مائتي ساعة من الصياح - حتى لا نقول شيئا آخر-... والتي حمدنا الله أنها ماوصلت إلى الألف ساعة وساعة، هو أن الغرب سباق في ميدان الحريات والشفافية والوضوح إلى حد كبير، ولذلك فعلت فعلها دقائق معدودات من عرض حسن ضيافتهم للخضر في قنواتهم، مالم تؤثر مثله دكاكينهم عشر المعشار بالليل والنهار. وهذا الولع العظيم منذ القدم بما يأتي من هناك تركهم ربما يعتقدون أن كل مايقدم على ممارسته القوم في الضفة المقابلة يحتمل سرا أو أسرارا تدق عن العقول، فهمها من فهمها وجهلها من جهل، وعليه فالواجب أن نسير سيرتهم حذو القذة بالقذة، ولم لا ترك حرية لا حدود لها للمرأة كي تقيم علاقات جنسية خارج إطار الزوجية، وهذا ما وافقت عليه مشيرة خطاب وزيرة الدولة لشؤون الأسرة والسكان في مصر إثر التوقيع على اتفاقية ''سيداو'' . ومايسديه عبد لا يفقه في السياسة والاقتصاد شيئا هو أن تصرف جهود حقيقة للرفع من مستوى الشعب وتحسين معيشه 40 بالمائة تعيش تحت خط الفقر ، بدل شغل العيال بهكذا مسائل، والتعنتر في مجالات دعاوى التطور والتقدم، إذ ليس ذلك إلا كالكفرة الصلعاء ، التي ذكرها الرافعي في وحي قلمه .