وفاة 3 أطفال بأنفلونزا الخنازير وعشرات الحالات المشتبهة عبر الوطن اكتسب وباء أنفلونزا الخنازير مساحة كبيرة من حديث المواطنين هذه الأيام خاصة بعد تسجيل وفيات فتحول المرض إلى حقيقة حاول الكثيرون تجاهلها في بداية الأمر لكن الحقيقة التي نواجهها اليوم هو ان الوباء لا يفرق بين ضحاياه خاصة الأطفال الذين يشكلون بيئة خصبة لانتقال المرض لجهلهم وتمردهم أحيانا على التعليمات الصحية التي تعطى لهم . استجابت رياض الأطفال للمخاوف التي انتابت المجتمع جراء انتشار أنفلونزا الخنازير، ولم تكن هذه الأماكن بمعزل عن اختراق الفيروس لصفوف روادها من الأطفال، خاصة وأنه لم يعد هناك احد بمنأى عن هذا المرض، وقد جهز مسؤولو هذه الأماكن أنفسهم للتصدي لهذا الوباء من خلال تقديم بعض الشروحات المبسطة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم مابين ثلاث سنوات الى خمس، خاصة فيما يتعلق بنظافتهم وطريقة غسل أيديهم أكثر من مرة في اليوم مع استعمال المناديل الورقية، وتقول السيد منادي مديرة روضة الأطفال'' مرام '' بالعاصمة أنها وجهت تعليماتها لجميع المربيات في الروضة ولاولياء الأطفال أيضا بضرورة الحفاظ على نظافة الأطفال ، وتعليمهم كيفية غسل أيديهم بالمحلول المطهر، الذي طلبت كل ولي طفل مسجل في الروضة من شراء قنينة مخصصة لابنه، يضعها في محفظته، أو تتولى مربيته حفظها داخل حجرة الدروس، وتكتتب أسماء الأطفال على كل العلبة التي احضرها. الحرص الدائم على مراقبة الأطفال يواصل وباء أنفلونزا الخنازير زحفه إلى فئات عديدة من المجتمع دون استثناء وكان من بين ضحاياه مؤخرا حسب الدكتور صحراوي عضو في الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث 3 أطفال لا تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات توفوا بمضاعفات هذا الوباء، بالإضافة الى تسجيل 5اصابات وعشرات الحالات المشتبه بها، وهذا يعني ان هذه الفئة الكثيرة الحركة والنشاط داخل الأسرة باتت معرضة أكثر من أي وقت مضى لعواقب هذا المرض سواء نتيجة انتقالها من البيت الى روضة الأطفال أو احتكاكها بأشخاص أكبر سنا من العائلة أو المحيط الخارجي، وهو ما يفسر إقبال الكثير من أولياء الأطفال على اقتناء المطهرات والأقنعة الواقية قبل نفاذها من الأسواق وأكد أغلب أولياء الأطفال الذين التقيناهم خوفهم الشديد من تعرض أبنائهم للعدوى وهو تساؤل طرحناه على السيدة منادي مديرة روضة الأطفال ''مرام'' التي أكدته أنها أعطت توجيهات لكافة المربيات في الروضة من أجل مراقبة الحالة الصحية لجميع الأطفال، وعزل الذين تبدو عليهم أعراض الأنفلونزا العادية، حيث نطلب من أوليائهم إبقاءهم في المنزل الى غاية تحسن صحتهم خوفا من انتقال العدوى وسط الأطفال، وهي خطة ننتهجها منذ بدء انتشار الوباء داخل الجزائر. ماذا يعرف الأطفال عن الوباء؟ لا يدرك معظم الأطفال الذين التقيناهم خطورة أو حقيقة وباء أنفلونزا الخنازير ولا كيفية انتقاله بحكم صغر سنهم، لكنهم حفظوا الدرس المقدم لهم حول هذا الموضوع جيدا، فكلما حاولنا الاستفسار عنه لدى احدهم إلا ورد بطريقة مشابهة لزميله في الروضة، يقول محمد أنيس ان أنفلونزا الخنازير مرض يصيب من لا يغسل يديه جيدا ، ومن لا يلبس معطفه عند الخروج من القسم، أما زميله سامي فقد أكد لنا انه اشترى قناعا واقيا يضعه عند خروجه من البيت، وقد اشترى زملاؤه في القسم أيضا أقنعة مشابهة له تحميهم من الإصابة بالمرض، ولم تخل إجابات الأطفال من الطرافة حيث أكدت لنا الصغيرة''لينا'' ان أنفلونزا الخنازير يصيب الأطفال المشاغبين أما صديقتها ''كوثر'' فكان رأيها مخالفا، ولم يخل بدوره من الطرافة حيث ذكرت لنا ان أنفلونزا الخنازير يصيب الأطفال الذين لا يدرسون جيدا، أما أطرفهم فكان الطفل عماد الدين الذي سألته عن أنفلونزا الخنازير فأجاب بأنه يشجع الفريق الوطني، ويبدو ان براءة الأطفال لن تمنع عنهم للأسف الإصابة بأنفلونزا الخنازير، ويجب على أوليائهم أن يكونوا أكثر حذرا في حماية أطفالهم، وإبعادهم عن العدوى باستعمال جميع الوسائل الممكنة .