أكد الدكتور معتز بالله مكي أخصائي في أمراض العيونبالجزائر، أن داء زرق العين أو ما يسمى بالكلوكوما، يعتبر من بين الأسباب الأولى للعمى في الجزائر. وأضاف بأن هذا الداء الخطير يصيب عددا معتبرا من الجزائريين ويؤدي بكثير منهم إلى العمى وذلك بعد إصابة العين بارتفاع الضغط، مما يتسبب في تدمير الألياف البصرية. أوضح الدكتور أن أعراض مرض زرق العين تبقى مجهولة، إلا أن المتعارف عليه هو أنه يصيب خاصة الفئة التي يتجاوز عمرها 40 سنة مما يستدعي التقرب لمصلحة طب العيون أو أي مختص قصد الكشف المبكر عن ضغط العيون، وكذا إجراء فحص دقيق على العين ولاسيما أن مثل هذا المرض ينمو في صمت، وكلما تم الكشف عنه مبكرا كلما تمكننا من تفادي العمى. الفحص يكون كل 5 سنوات لغير المرضى أصر المختص في طب العيون، في لقاء خاص جمعه ب ''الحوار'' على هامش أشغال المؤتمر الوطني لطب العيون المنعقد الأسبوع الماضي، على ضرورة فحص الشخص غير المصاب عينيه كل 5 سنوات إذا كان عمره يتراوح ما بين 40 و60 سنة، ويكون كل سنتين إذا تجاوز سنه 60 عاما، في حين يتطلب من الشخص غير المصاب الذي تجاوز 70 سنة أن يفحص عينيه كل سنة. وأوضح ذات المختص أن الأمر يختلف نوعا ما بالنسبة للشخص الذي لديه قابلية للإصابة بمثل هذا المرض كأن يكون له مصاب في العائلة كالأخ أو الأب أو الجد أو العم أو حتى أحد الأقارب. فعلى المريض أن يفحص عينية كل سنة إذا تجاوز سنه ال 40 سنة. 9 بالمائة من سكان وادي سوف يعانون زرق العين بعد ال 40 أما عن انتشار داء زرق العين في الجزائر، فكشف ذات المتحدث بأنه حسب الإحصاءات الرسمية التي قدمتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات سنة 2007، فقد توصلت إلى أن هذا المرض يعد إما سببا أولا أو ثانيا للعمى في الجزائر، حيث يختلف من منطقة لأخرى. وفي نفس السياق أفاد المتحدث أنه وفقا لدراسة إحصائية أجراها مع فريق من المختصين في طب العيون على سكان الجنوب كانت فيها منطقة وادي سوف نموذجا، توصلوا إلى نتيجة مفادها أن 9 بالمائة من سكان المنطقة الذين تجاوز عمرهم 40 سنة يعانون من مرض زرق العين وسبب المرض يعود بالدرجة الأولى إلى العامل الوراثي وليس له أية علاقة بالبيئة. وبخصوص علاج مثل هذا المرض الصامت، فيرى الدكتور معتز بالله مكي، أنه في البداية توصف للمصاب قطرات العين مدى الحياة كونها الأساس في العلاج، وفي بعض الحالات النادرة يلجأ المختص إلى عملية عن طريق تقنية الليزر، في حين تبقى بعض الحالات النادرة جدا تخضع للعمليات الجراحية التقليدية. ويبقى التشخيص المسبق لمرض زرق العين من الطرق 'الأكثر نجاعة' للوقاية منه، أضاف الدكتور فالهدف من العلاج يتمثل في مراقبة المرض من خلال تخفيض الضغط البصري.