يحتفي العالم في التاسع من أكتوبر الجاري بيوم الرؤية العالمي، الذي يحتفل به كل عام في ثاني يوم خميس من هذا الشهر، وهو مبادرة عالمية للتخلص من العمى الذي تعمل منظمة الصحة العالمية على القضاء عليه في جميع أرجاء العالم بحلول عام 2020. ولا يزال هذا اليوم يمثل منذ عام 2000 أهم الأحداث لمبادرة »الرؤية 2020: الحق في الإبصار« التي تسعى من أجل الوقاية من العمى في كل أرجاء العالم، وتشترك في تنسيق هذه المبادرة منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية للوقاية من العمى وهيئات شريكة من القطاعين العام والخاص، ويعاني نحو 37 مليون نسمة من العمى و124 مليون نسمة من ضعف البصر على المستوى العالمي مع العلم أن ربع حالات العمى يمكن علاجها أو الوقاية منها، وبالتالي منع حدوثها، غير أن منظمة الصحة العالمية تتوقع ارتفاع عدد العميان، ليبلغ 75 مليون نسمة بحلول عام 2020 إذا لم تتخذ الإجراءات المناسبة للحيلولة دون ذلك، وتتعاون المنظمة مع الدول الأعضاء فيها من أجل إعداد وتنفيذ خطط وطنية في مجال رعاية العين، ويتيح هذا اليوم فرصة لحشد المزيد من الجهود في سبيل الوقاية من العمى. وكان الملتقى الدولي الذي نظم العام الجاري بالجزائر حول العمى قد كشف أن أكثر من مليون جزائري مصاب بداء السكري مهدد بفقدان البصر بسبب مرض سكري شبكية العين الذي يعد من أكثر الأمراض انتشارا بين مرضى السكري في العالم والجزائر. وأوضحت نتائج دراسة أجريت في هذا الخصوص أن نصف المعالجين للمرة الأولى اكتشف لديهم مرض »سكري شبكية العينين« الذي يصيب شرايين شبكية العينين في المنطقة المركزية المسؤولة بدرجة 90 بالمائة عن البصر، وهذا ما يهدد بالفقدان التدريجي للنظر. وتبين من خلال الدراسة أن 60 بالمائة من المرضى المعالجين بلغت عندهم نسبة المرض مرحلة مضاعفة مما يستوجب عليهم العلاج الفوري عن طريق أشعة الليزر الذي يعتبر العلاج الوحيد لهذا الداء الذي يمكن التحكم فيه ونزع أعراضه تدريجيا. وأكدت أنه لا يوجد علاج تام لهذا المرض ما عدا التقليل من حدته ومضاعفاته، فمرحلة العلاج لا تتجاوز عند الشباب ستة أشهر أما عند كبار السن فيمكن أن تصل إلى 10 سنوات وفي حالة إهمال العلاج يمكن أن ينتج عن ذلك العمى التام وإتلاف شبكية العينين. وكشفت دراسة أخرى أن عدد المصابين بمرض السكري في الجزائر بلغ أوائل العام الجاري مستوى 5،3 مليون شخص، بينهم 25 في المئة شباب ما دون دون 25 سنة، وحذرت مصادر طبية متخصصة من اللجوء إلى التداوي بالأعشاب وخاصة أنواع تروج بطريقة غير نظامية وتنتج عن تعاطيها أخطار لها تأثيرات على أعضاء أخرى من الجسم وقد تهدد حياة المريض. كما يعد داء زرق العين من أول أسباب العمى بالجزائر، حيث يقف وراء إصابة 15 ألف شخص من بين 62 ألف مصاب بالعمى، وحسب البروفيسور عيلام عمار رئيس الجمعية الجزائرية لطب العيون، فإن الجزائر تحصي إصابة شخصين من بين ألف نسمة بداء العمى، وهو ما يمثله عدد 62 ألف مصاب، مضيفا أن أسباب فقدان البصر، خلال السنوات الأخيرة، مختلفة عن تلك المسجلة في الثمانينات، لكن ذلك لا يعني حسبه، أن الجزائر لم تسجل قفزة نوعية في مجال طب العيون، بدليل أن هناك من الدول من تتجاوز عندها نسبة العمى المعدل المحدد بكثير، حيث تتراوح عند البعض بين 10 إلى 30 إصابة في الألف ذات الداء. وأضاف ذات المتحدث أن الجزائر استطاعت أن تستأصل بعض أمراض العين كداء تكثف عدسة العين، ومنه التقليل إمكانية تسببهما في الإصابة بالعمى، في حين يبقى زرق العين وانفصال الشبكية من الأمراض التي تطرح إشكالا من حيث تشخيصها. وينصح الاختصاصيون في طب العيون، الآباء بضرورة معاينة الطبيب بمجرد ملاحظة أي خلل في أعين صغارهم، والذي عادة ما يظهر بين سن 6 أشهر إلى السنة، إذ يتسبب بدوره في فقدان النظر على مستوى العين المصابة.