تعكف وزارة التربية الوطنية هذه الأيام على استحداث خلايا إصغاء على مستوى المؤسسات التربوية عبر الوطن والتي ستتكفل بمختلف المشاكل التي تطرح في المحيط التربوي كعدم اندماج التلاميذ مع مدرسيهم، العنف والضرب المدرسي وغيرها من الانشغالات التي تؤثر سلبا على التحصيل الدراسي للتلميذ على مستوى جميع الأطوار التعليمية. وكشفت مصادر مقربة من الوزارة بأن الهدف من استحداث مثل هذه الخلايا هو العمل على إيجاد السبل الكفيلة والطرق الناجعة للحد من ظاهرة العنف المدرسي بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى محاولة التقرب من التلاميذ وفهم مشاكلهم المختلفة التي تحول دون تحصيل جيد، وذلك من خلال فتح قنوات للاتصال والحوار بين مختلف الفاعلين في الوسط المدرسي من معلمين، أساتذة، وإدارة من جهة والتلاميذ وأوليائهم من جهة أخرى. وحسب نفس المصدر ستكون هذه الفضاءات عملية بعد إخضاع موظفي التوجيه والإرشاد المدرسي بمختلف المؤسسات التربوية ابتداء من شهر جانفي المقبل لعملية تكوين في مجال تسيير النزاعات والوساطة في الوسط المدرسي ''حتى يتمكنوا من السهر على التكفل ببعض النزاعات التي قد تحدث داخل بعض المؤسسات التربوية''. ومن المنتظر أن تنظم هذه الدورات التكوينية الأولى من نوعها والمبرمجة لفائدة الفئة المذكورة التي تحمل شهادة الليسانس في علم النفس وعلوم التربية على شكل ثلاث ورشات، حيث ستنظم الورشة الأولى منها مع مطلع السنة المقبلة، فيما سيتم برمجة الورشتين الثانية والثالثة بين العطلة المدرسية في فصل الربيع وشهر ماي المقبل. كما سيستفيد المتكونون من طرف المختصين في ميدان الاتصال من تقنيات التواصل وكيفية تعميقه في الميدان مع تزويدهم بكافة المعلومات الكافية حول كيفية حل النزاعات بمختلف أشكالها داخل الوسط المدرسي مع تدريبهم على تقنيات الوساطة المعتمدة في هذا الإطار، قال نفس المصدر.