اختتمت، نهاية الأسبوع الماضي، فعاليات ''المعرض الشتوي للصناعات والحرف التقليدية'' الذي احتضنته دار الثقافة 11 ديسمبر 1960 ببلدية بلوزداد من تنظيم جمعية ترقية الفتاة تحت إشراف عائشة بن شلابي، ساهمت فيه العديد من الحرفيات من مختلف بلديات العاصمة، بهدف فسح المجال لهن للاستفادة من مشاريع الدولة في مجال التشغيل والقروض المصغرة. أوضحت عائشة بن شلابي المشرفة عن المعرض، أن الهدف من إشراك الجمعية لمجموعة من الحرفيات في معرضها الشتوي، هو فتح المجال أمام الحرفيات للتعريف بمنتجاتهن، فقد استدعت بعض الحرفيات اللواتي تعملن على الحفاظ على الصناعات التقليدية كموروث حضاري وثقافي من الاندثار رغم كل الصعوبات التي تواجههن وعلى رأسها مشكل المقر. فمن خلال إشراكهن في المعرض، قالت بن شلابي، سنتمكن من إدماجهن في المشاريع التنموية الاجتماعية من خلال تعريف الجمهور والسلطات بمنتجاتهن وبالتالي فإن أمامهن إمكانية الاستفادة من المشاريع المقترحة من قبل الدولة في هذا المجال كمشروع الوكالة الوطنية للعمل. 150 فتاة و22 سجينة تربصن خلال 2009 منذ نشأتها سنة 1993 تستقطب جمعية ترقية الفتاة نساء وفتيات ماكثات بالبيت راغبات في تعلم حرفة تكون سندا لهن في مواجهة المستقبل. وحسب تصريحات رئيسة الجمعية في لقاء خاص جمعها ب ''الحوار'' على هامش المعرض تمكنت جمعيتها من تكوين ما يربو عن مائة و50 فتاة على مستوى الجمعية في جميع التخصصات المقترحة، وكذا 22 نزيلة من المؤسسة العقابية بالحراش في تخصص الرسم على الحرير، كللن في نهاية فترة التربص بحصولهن على شهادات. وطرحت الجمعية بعد عرضها حصيلة نشاطها السنوي تلك التي اعتبرتها جد ناجحة وباعثة على الأمل في ارتفاع عدد المتربصات خلال السنة الجديدة، رغم اضطرارها لأسباب مادية إلى التخلي عن مقرها الكائن بحي سونلغاز والاكتفاء بمقرها الكائن بعين النعجة. وبالمقابل كشفت رئيسة الجمعية أنه وإن كانت القاطنات بحي سونلغاز ستنقطعن عن التربص على مستواها، فتحت أمامها بلدية يلوزداد إمكانية الحصول عل مقر على مستوى مركز الثقافة 11 ديسمبر 1960، ما لاقى ترحيب نساء المنطقة من زائرات المعرض الشتوي حيث عبرت كل واحدة منهن لدى اطلاعها على الخبر عن سعادتها واستعدادها النابع من رغبتها الكبيرة في التربص على مستواها. أما الشيء الجديد الذي تنفرد به الجمعية عن بقية الجمعيات الأخرى من ذات الشكل، هو أن المتربصات لا تتحملن مصاريف التكوين كشراء المواد الولية بالنسبة لجميع التخصصات التي توفرها كالخياطة والطرز والرسم على الحرير وصنع الحلويات وكذا التزيين الداخلي والتزيين بالورود والإعلام الآلي أيضا. نزيلات الحراش تتعلمن صنع الحلوى كشفت عائشة بن شلابي رئيسة الجمعية الوحيدة والأولى على المستوى الوطني التي استطاعت كسب ثقة كل من وزارة العدل وإدارة السجون، لتلج عالم تكوين النساء المتواجدات على مستوى المؤسسة العقابية بالحراش، أن هذه الفئة من النساء قد شرعن، الأسبوع المنصرم، في تلقي دروس في صنع الحلوى مبديات رغبة كبيرة في تعلم ما يمكنهن لدى مغادرتهن المؤسسة من سد رمقهن، وعدم سؤال الناس وتجنب بنظرة المجتمع لهن خاصة في سوق العمل. للإشارة، أوضحت بن شلابي أن هذه الدروس الجديدة تأتي إلى جانب تواصل الدروس الأولى التي شرعت فيها الجمعية على مستوى نفس المؤسسة السنة الماضية، في فن الرسم على الحرير، ولاقت نتائجها الجيدة إعجاب وزير العدل ومدير إدارة السجون خلال المعرض الأخير الذي شاركت فيه الجمعية حول اليد العاملة العقابية.