أعربت العائلات القاطنة بحي ''الشعايبية'' ببلدية أولاد شبل التابعة للمقاطعة الإدارية لبئر توتة غرب ولاية الجزائر العاصمة عن استيائها الواسع من الوضعية الكارثية التي تتخبط فيها وسط هذا الحي الفوضوي، الذي يفتقد لانعدام أدنى المتطلبات الضرورية للحياة الكريمة، منذ ما يفوق 27 سنة. وقد قدمت معظم هذه العائلات من ولاية الشلف بعد زلزال ''الأصنام'' حسب ما أكده عدد من القاطنين بالموقع السكني لنا، ليتزايد بذلك عدد البناءات الفوضوية خاصة في العشرية السوداء، حيث عرفت معظم بلديات العاصمة نزوح سكان المناطق الداخلية هروبا من الأوضاع الأمنية التي كانت سائدة في ذلك الوقت. في هذا الصدد أكد سكان الحي ل''الحوار''، أنهم يعيشون جملة من المشاكل اليومية التي تزداد حدتها خاصة في فصل الشتاء بسبب الرطوبة العالية وتسرب مياه الأمطار إلى مساكنهم عبر الأسقف والجدران، ما تسبب للعديد منهم خاصة الأطفال الإصابة بأمراض تنفسية خطيرة كالربو والحساسية، ما أثقل كاهلهم بسبب المصاريف الطائلة المخصصة لشراء الأدوية، خاصة وأن البعض منهم لا يملكون حتى مصاريف علاج أطفالهم المياه القذرة والروائح الكريهة تثير استياءهم بالإضافة إلى مشكل قنوات الصرف المتدهورة، فمع كل تساقط للأمطار تتسرب المياه المختلطة بمياه قنوات الصرف إلى داخل المساكن، ويضطر بذلك السكان إلى تسريح البالوعات لتصريف المياه الراكدة، وفي سياق ذي صلة أفاد هؤلاء السكان بأنهم يواجهون مشكل غياب الكهرباء التي عملوا على توصيل خيوط الكهرباء مباشرة من الأعمدة بالأحياء المجاورة، فعلى الرغم من أن مشروع تزويدهم بالكهرباء قائم إلا أنه لم يكتمل، حيث أن مؤسسة سونلغاز قامت بوضع الأعمدة الكهربائية بالحي لكنها غير مكتملة، وهذا منذ مدة. في هذا الصدد عبرت إحدى العائلات القاطنة بحي ''الشعايبية''، عن استيائها الشديد جراء افتقار البلدية إلى المرافق الرياضية والثقافية التي يقضون فيها أوقات فراغهم خاصة أيام العطل بحكم أنهم يعيشون في منطقة شبه معزولة وبعيدة عن العاصمة، فالبلدية لا تملك سوى دار شباب واحدة تشهد حالة مزرية، وهي لم ترمم بعد تضررها منذ العشرية السوداء، وحاليا لا تقدم خدمات في المستوى وهم لا يستفيدون منها كونها تغلق أبوابها مبكرا ولا تحتوي على المرافق الضرورية. السكان يطالبون بعقود ملكية الأراضي ونتيجة لهذه المعاناة التي يتخبطون فيها منذ سنوات، يناشد هؤلاء السكان السلطات المحلية بإيجاد حل لهم سواء بترحيلهم إلى سكنات لائقة أو منحهم عقود ملكية الأراضي التي شيدوا عليها بيوتهم من أجل إعادة بناء سكنات خاصة. من ناحية السلطات البلدية، فقد أكد مسؤلوا هذه الأخيرة أن المشكلة مأخوذة بعين الاعتبار، حيث يوجد برنامج رئاسي خاص بالتكفل بهذه العائلات وباقي العائلات القاطنة بالبيوت الهشة، القصديرية، والسكنات غير اللائقة، وذلك بهدف إعادة الوجه الجمالي لولاية الجزائر العاصمة، على غرار باقي ولايات الوطن.