يبدو أن معاناة سكان الأحياء الفوضوية لا تنتهي، إلا إذا تمت عملية ترحيلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة توفر لهم ما عجزوا عن تحقيقه بسكنات القصدير، وهو حال العائلات القاطنة بالبيوت الفوضوية بمزرعة ''ماركيدال'' الواقعة بحي ''المنظر الجميل'' ببلدية القبة بولاية الجزائر العاصمة، هذه الأخيرة التي تعاني الويلات وتتجرع المر كل يوم وسط هذه البنايات التي يزيد عمرها عن نصف قرن. وفي هذا السياق أعربت هذه العائلات والمقدرة ب 14 عائلة ليومية ''الحوار''، عن استيائها وتذمرها الشديدين من الوضعية الكارثية التي تعيشها وسط سكنات فوضوية لا تستحوذ على أدنى شروط العيش الكريم واللائق، وحسب تصريحاتهم دائما، فقد حدث منذ فترة قليلة انفجار للزجاجات المثبتة بقمة الأعمدة الكهربائية ذات الضغط العالي، محدثة بذلك شرارات ودويا كبيرا، سمع على بعد قرابة كيلومتر - يضيف- ما اضطرهم للهروب من بيوتهم، كما استدعى ذلك حضور فرق المطافئ وأعوان مؤسسة سونلغاز. من ناحية أخرى كشف هؤلاء السكان، عن سخطهم واستنكارهم لما أسموه بسياسة التجاهل واللامبالاة التي تنتهجها سلطات بلدية القبة في حقهم والمتعلقة بمطالبهم العديدة بالترحيل، والتي يقولون بشأنها إنهم قاموا بإيداعها لدى مصالح البلدية منذ سنوات التسعينيات. ونتيجة لهذه الويلات والمعاناة التي يتخبطون فيها تناشد هذه العائلات السلطات المحلية، ضرورة التدخل العاجل من أجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة تخلصهم من خطر الكوابل الكهربائية التي يقطنون بمحاذاتها والتي تشكل خطرا على حياتهم لاسيما بفصل الشتاء، أين يكثر تساقط الأمطار.