كثيرا ما يتردد على مسامعنا أن المثقف هو أكثر الأشخاص تأثرا بمشاكل الحياة وضغوطاتها، بسبب ما يتميز به من رهافة حس ووعي وإدراك لكل ما هو محيط به، مما يجعل ذهنه مشغولا طوال الوقت، إما بالبحث عن الحلول أو بلفت الانتباه، أو على الأقل مجرد الإشارة إلى موضع العطب في المجتمع، من جهة أخرى للمثقف حياته الشخصية بالتزاماتها ومتاعبها ومشاكلها، مما دعانا للتساؤل عما كان بإمكان المثقف أن يمنع ذهنه من التفكير، وأن يفصل نفسه عن واقعه بأن يعطيها فرصة للراحة خلال الفترة الصيفية التي يخصصها كل الناس لذلك. رئيسة رابطة كتاب الاختلاف آسيا موساي: كطبيبة بالمصلحة الاستشفائية بيار ماري كوري ضغط العمل يمنعني من التفكير في أي عطلة حاليا، وكمجال ابداعي ثقافي فان رابطة كتاب الاختلاف تحضر حاليا للمشاركة في معرض الكتاب الدولي، وبالتالي فأنا أشرف خلال هذه الفترة على متابعة كل الإصدارات الجديدة، لأن الرابطة تحاول إصدار اكبر عدد من العناوين لتكون جاهزة للمعرض الذي اعتبره فرصة تستحق منا ان نتنازل عن العطلة. الكاتب عز الدين جلاوجي: حاليا أنا بصدد تحضير بحث جد مهم من المفروض أن افرغ منه مع نهاية الفترة الصيفية ولست مستعدا للتوقف عن العمل فيه. إلا أن هذا لم يمنعني في نفس الوقت من التنسيق مع جماعة من المثقفين التونسيين لقضاء بعض الوقت هناك في جو حميمي ثقافي نتبادل فيه بعض الاراء التجارب، وأتوقع أن يكون البرنامج ثريا يستحق السفر الى هناك. الشاعر والصحفي عبد الرزاق بوكبة: أعتقد أنه لا يمكن لأي إنسان أن يفصل ذهنه عن التفكير، لان القضية متعلقة بالوعي بكل ما هو محيط بالإنسان بغض النظر عن كونه مثقفا أم لا، بالنسبة لي أنا حاليا في عطلة أقضيها بين الراحة والاستجمام والتمتع بكل ما هو جميل في وطننا الحبيب، إلا أن هذا لا يعني أنني أستطيع فصل نفسي عن واقعي. الكاتب إبراهيم سعدي: لا أفكر في أخذ عطلة لأنني ملتزم ببعض الأعمال الشخصية، أهمها أنني بصدد تحضير المادة للمجلة الثقافية التي اخترت للإشراف على صفحتها الثقافية. و بصفة عامة سيكون هذا عام ككل الأعوام السابقة أقضيه في بعض قراءة مختلف العناوين الأدبية الجديدة. أي أن الأمر لا يخلو من العمل . الشاعرة فوزية لارادي: المثقف هو ككل إنسان بحاجة إلى الراحة والاسترخاء بين الفترة والأخرى، وذلك من اجل تهيئة الذهن لمزيد من الإنتاج والإبداع، أنا شخصيا قررت أن ابتعد خلال هذه الصيف عن الكتابة تماما، مع أنه لايمكنني أن أفصل نفسي تماما عن الأمور الإبداعية، ولهذا فقد اخترت بعض الكتب لأقرأها والتي وجدتها مناسبة للفترة الصيفية من حيث المحتوى، فلا يمكن للمثقف الانفصال عن مجاله الثقافي الحيوي. الفنان التشكيلي محمد بوثليجة: اخترت ككل سنة قضاء العطلة مع أبنائي في البيت على أن أنقطع تماما عن الاشتغال في أي لوحة، بل أنني قررت ألا أفكر في أي فكرة خلال العطلة، وذلك لأنني أود أن أمنح نفسي فرصة حقيقية للراحة بما يساعدني على أن أعود بانطلاقة جديدة بعد انتهاء العطلة، خاصة وأنني من المفروض أن أنطلق في مشروع تخطيط المصحف الشريف الذي كنت قد اقترحته على وزارة الثقافة ووافقت على تبنيه، ومن المفروض أن انطلق في العمل خلال رمضان المقبل . الشاعر والصحفي رضوان رشدي: لم أفكر في الأمر أصلا لأن التزاماتي المهنية تمنعني من ذلك، فالمعروف أن العمل الصحفي يستدعي العمل وعدم الانقطاع، وباختصار فالأكيد أنه لن تتاح لي فرصة الارتياح خلال هذه الصائفة