تعيش فئة المعاقين حركيا في مجتمعنا الجزائري أوضاعا اجتماعية مزرية جدا جراء تهميشها باعتبارها جزءا غير ناشط في المجتمع، وبهذا تعاني هذه الشريحة الأمرّين، معاناة الإعاقة التي تلازمهم طوال حياتهم من جهة وتأخر منحة المعاق عبر مختلف بلديات الوطن من جهة أخرى، ما صعب من تكيفهم اجتماعيا سيما وأنها تعد الدخل المالي الوحيد الذي يعولون عليه في اقتناء الدواء واحتياجاتهم الخاصة الأخرى فتزداد بذلك معاناة هاته الفئة تعسرا وتأزما لحرمانها من أدنى حقوقها. ------------------------------------------------------------------------ معاناة معنوية تزيدهم ألما ------------------------------------------------------------------------ تقربت (الحوار) من المعاقين حركيا المنخرطين في جمعية الآمال للمعاقين حركيا لنقل المعاناة التي يتخبط فيها هؤلاء في صمت بعيدا عن أعين الأصحاء الذين يتحدون القدر باحتمال الإعاقة، ولم يجد هؤلاء سوى النداء الذي يتمثل أساسا في توفير الأمن والحد من الإساءات التي يتلقونها من المواطنين بصفة عامة ممن لا يخشون المولى ويتمادون في تجريح إخوانهم الذين اختبر الله صبرهم بالإعاقة، وذلك بتلقيبهم ب''العاجزين''، و''العرجاء''، ناهيك عن عبارات السب والشتم التي يتلقونها بشكل مستمر من الشباب في الشارع وغيرها من الكلمات المسيئة التي تؤثر على نفسيتهم. عبد المالك بلا، عضو منخرط في الجمعية نقل لنا معاناته التي يعيشها في مجتمع اعتبر فيه المعوقين أمواتا فيحرمهم من العيش في هناء واستقرار وسط انغلاق كل الأبواب في وجوههم وزيادة على تأخر آجال المنحة المقدرة ب3000 دينار جزائري عن وقتها المحدد بستة أشهر، والتي لا تلبى أغلب حاجيات المع،ق خاصة إذا كان متزوجا على حد قول عبد المالك إضافة إلى مشكل ضيق السكن الذي يعاني منه ومشاركته المرحاض الذي يتوسط رواق المنزل مع جيرانه ناهيك عن العراقيل التي تجدها فئة المعوقين من ناحية الضمانات على الدواء وباقي العراقيل التي لا آخر لها. ------------------------------------------------------------------------ تأخر تقاضي المنح مشكلة أخرى ------------------------------------------------------------------------ نادية، هي الأخرى فتاة مصابة بداء الصرع توجه نداءها إلى السلطات المعنية لأخذ فئة المعوقين بعين الاعتبار من خلال فتح مراكز تعليمية خاصة بالمعوقين يدمجون من خلالها مختلف التربصات التي تفتح للمعوق فرص العمل أمام الرفض القطعي في مختلف المؤسسات الخاصة والعامة توظيفهم باعتبارهم يعانون من نقص وخلل حركي يتسبب في عدم أداء المهام كما ينبغي، فيما عبر مختلف المتواجدين في جمعية الآمال عن نفاد صبرهم لتماطل البلديات في تسديد منحهم لسبب استخدامها لأغراض أخرى أو الاستثمار بها، زيادة على الإهمال الذي يتلقونه من قبل العمال أثناء قصدهم البلدية للاستفسار عن منحهم إلا أنهم في كثير من الأحيان ينصرفون من البلدية دون جواب ولا تختلف بلدية عن أخرى على حد قولهم فكل البلديات تتعمد تأخير تسديد منحة المعوق لتبقي هذه الشريحة من المجتمع مهمشة من كل النواحي تنتظر تقاضي منحتها يوما بعد يوم أمام استغلال الأقوياء لعجز الضعفاء.