صدر مؤخرا عن مكتبة ''لبنان ناشرون'' في بيروت كتاب جديد للدكتور على قاسيمي تحت عنوان ''الترجمة وأدواتها: دراسات في النظرية والتطبيق». واشتمل الكتاب الذي يقع في الكتاب في 205 صفحة من الحجم الكبير، على تسعة فصول متنوعة وثرية هي: دور الترجمة في التفاعل الثقافي والحوار الحضاري، وضعية الترجمة في الوطن العربي، المعاجم العربية المتخصِّصة ومساهمتها في الترجمة، نظرية الترجمة وعلم المصطلح، المترجِم والمعجم الثنائي اللغة، مشاكل المترجِم العربي في المنظَّمات الدولية، خفايا الترجمة وفخاخها، في إعادة ترجمة الأعمال الأدبية المترجَمة سابقاً، ترجمة الشعر. حيث ضمن قاسيمي هذه الفصول دراساتٍ نظرية وأُخرى تطبيقية عملية استقاها من خبرته في تدريس مادة الترجمة في عددٍ من الجامعات، وكذا من تجربته في ترجمة كثير من الأعمال الأدبية العالمية إلى العربية، واضطلاعه بمراجعةِ ترجمةِ بعض وثائق الأممالمتحدة ومطبوعاتها. ويتناول قاسمي الترجمة في كتابه بوصفها جسراً تعبر عليه المفاهيم والمضامين والأساليب والعقليّات، وأداةً ضرورية للحوار بين الثقافات، ووسيلة من وسائل التقدُّم العلمي والتنمية البشرية. فالترجمة حسبه لا تساعدنا على معرفة الآخر ونقل فكره إلينا والاستفادة منه فحسب، وإنما تعيننا على إدراك ذاتنا حين تطلعنا على تصورات الآخر عنها. وقد تجلّى دور الترجمة الفاعل في النهضات التاريخية كتلك التي شهدتها الأمة العربية في العصر العباسي، وأوروبا إبان عصر النهضة، والاتحاد السوفييتي في أعقاب الثورة البلشفية، واليابان بعد الحرب العالمية الثانية.. وقدم الكاتب دراسة عن المؤتمر التأسيسي لاتحاد المترجمين العرب في بيروت، تناول من خلالها أهداف الترجمة في البلاد العربية، والعوامل المؤثرة فيها، والمعاهد التي تتولّى إعداد المترجِمين وتدريبهم، والتشريعات المشجِّعة عليها، والبحوث العلمية المتعلِّقة بها، وأنواع النصوص المترجَمة وكمياتها، ليختم دراسته بتوصيات ترمي إلى تطوير الترجمة في بلادنا العربية. هذا وعرج قاسيمي في كتابه هذا على أدوات الترجمة: المعاجم الأحادية والثنائية اللغة، العامّة منها والمتخصِّصة؛ والحاسوب؛ والشابكة (الإنترنت)؛ والمراجع الأساسية، وكذا مشكلات المترجِم العربي وكيفية تذليلها من خلال اختيار المترجِم المعجَم المناسب لموضوعه، واستفادته من تقنيات علم المصطلح في عمله، سواء أكان هذا المترجِم يمارس الترجمة التحريرية أم الترجمة الفورية.