إن المتوجل بشوارع العاصمة يلاحظ الانتشار الكبير لمطاعم أو بالأحرى لمحلات الأكل الخفيف، التي لا يفصل بين الواحدة والأخرى سوى أمتار قليلة، وبالرغم من أن الساعة أثناء تواجدنا بحي الرويسو كانت تشير إلى العاشرة صباحا إلا أن تهافت الناس على البيتزا والصوندويشات كان كبيرا جدا، وما لفت انتباهنا افتقار الكثير من المحلات لعامل النظافة، ما يجعلها مرتعا للحشرات السامة كالذباب والناموس وغيرها•• هذا الوضع الذي يتأسف له الكثير من المواطنين ويدعون الجهات المسؤولة عن رقابة هذا النوع من المحلات إلى القيام بواجبها•• أصحاب مطاعم الأكل الخفيف راضون بما يقدمون من وجبات وعند اقترابنا من أصحاب بعض المطاعم أكدوا لنا أنهم يقدمون أكثر من 2000 وجبة في اليوم، مضيفين أنه في بعض الأحيان تحدث طوابير، ولا يتوقف الطلب أحيانا على الأكلات الخفيفة إلا في ساعات متأخرة من الليل خاصة في فصل الصيف، كما أنهم أنكروا انعدام النظافة في محلاتهم، مشيرين إلى أنهم يسعون دائما لتوفير أكبر قدر من النظافة لجلب المزيد من الزبائن عل حد قولهم• أما العمال الذين يشتغلون فيها فقد تنصلوا من مسؤوليتهم في الحالة التي تعيشها بعض تلك المطاعم، خاصة وأن معظمها تشهد تصدعا في الجدران والأسقف، الأمر الذي اعتبروه يدخل في صلاحية مالك المطعم، وكون الرواتب التي يتقاضونها جد ضعيفة لا تشجعهم على العمل بجد• المقبلون على تلك المطاعم مجبرون ومن جهة أخرى أضاف السيد(ع م) صاحب مطعم الأكل الخفيف أن أغلب المقبلين على مثل هذه الوجبات هم من فئة المراهقين والأطفال خاصة المتمدرسين، وكذا العمال القادمون من مختلف الولايات الداخلية• ولدى حديثنا مع بعض المواطنين الذين التقيناهم في مطاعم الفاست فود كما يحلو للبعض تسميتها، أكدوا لنا أنهم يفضلون أكل الوجبات الخفيفة كالصندويشات والبيتزا والشوارمة وغيرها في فصل الصيف، كونها الملائمة والخفيفة، متجاهلين خطورتها على صحتهم• أما العمال الذين يشتغلون في مختلف المؤسسات المتواجدة بالعاصمة وضواحيها فقد كان ردهم على سؤالنا، أنهم يشاهدون في الكثير من الأحيان تجاوزات كثيرة من طرف عمال هذه المطاعم كالتدخين أثناء تحضير الوجبات ونزع الشمة من الفم ورميها في الأرض، إلا أنهم كما يقولون لا يملكون خيارا آخر فمعظمهم قادمون من مناطق بعيدة عن العاصمة ومن ولايات أخرى من جهة، وكون أن أسعار هذه الأكلات في متناول الجميع من جهة أخرى والتي تتراوح أسعارها ما بين 50 إلى 100 دينار جزائري، كما لفت انتباهنا أيضا إقبالهم الكبير على طبق "الكرانتيتا" التي يتراوح سعرها ما بين 10 إلى 15 دينارا، فقد أكد لنا المدعو(ك،م) الذي يشتغل كعامل بسيط بإحدى المقاولات انه يتناول يوميا هذه الوجبة، كون أن راتبه الشهري الوحيد الذي لا يتجاوز 12 ألف دينار لا يسمح له بأكل شيء آخر، ناهيك عن تكفله بمصاريف عائلته المتكونة من خمسة أفراد• الأطباء يحذرون من تداعياتها على صحة المواطن وعلى صعيد آخر حذر الدكتور صالح لعور من خطورة هذه الظاهرة على صحة المواطنين، مؤكدا أن افتقار هذه المطاعم لعامل النظافة يؤدي إلى أمراض كثيرة كالتسممات والالتهابات المعدية، مضيفا أن مثل هذه الأمراض تكثر خاصة مع زيادة درجة الحرارة، مضيفا أن مستشفى القبة سجل في الكثير من المحلات عدة وفيات لأسباب مرتبطة بهذه الظاهرة، محملا مسؤولية ذلك سلطات الوقاية التي لا تقوم بالمهام المنوطة لها• كما دعا الدكتور كل المواطنين إلى تجنب الأكل في المطاعم التي لا تتوفر على شروط التغذية السليمة لتجنب الإصابة بالأمراض، ويبقى دائما كما يقول الأطباء الوقاية خير من العلاج•