أكدت البروفيسور جازية أملال زياري رئيسة الجمعية الجزائرية لأطباء القلب، أن نسبة الإصابة بهذا الداء في الجزائر في تزايد مستمر مرجعة السبب إلى ارتفاع أعداد المصابين بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني والمصابين بالبدانة، موضحة أن أمراض القلب تعد نتيجة لتعقيدات مجموعة الأمراض السابقة والتي يطلق عليها علميا بعوامل مخاطر الإصابة وأنها تستدعي التكفل الجيد لدحر تطورها وانتقالها إلى مرحلة أمراض القلب. كشفت البروفيسور زياري في تصريح خاص ل''الحوار'' على هامش أشغال المؤتمر الدولي لأمراض القلب المنعقد بالجزائر أيام 28 ,27 و29 نوفمبر الحالي، عن تزايد عدد المصابين بالأمراض القلبية على اختلاف أشكالها بالجزائر وأن النسبة ترتفع كلما اتجهنا صعودا حسب السن، لتشكل هرما مقلوبا بقاعدة ضيقة لدى الأشخاص الأصغر سنا وأخرى أكبر تتزايد في الاتساع لدى المسنين والأشخاص الذين تتوافر فيهم أعراض وعوامل مخاطر الإصابة والمتلخصة في ثلاثية ارتفاع ضغط الدم الشرياني، السكري من الفئة الثانية، والبدانة، داعية إلى ضرورة التوزيع العادل لما مجموعه 1200 أخصائي قلب على كافة المستشفيات والمصالح الاستشفائية عبر الوطن. نظامنا الغذائي أحد عوامل الإصابة قالت من جهتها البروفيسور ''أدغار'' أخصائية في أمراض القلب من المؤسسة الاستشفائية معوش بالعاصمة في لقاء مع ''الحوار'' على هامش المؤتمر، إن أمراض القلب على قدر انتشارها الواسع في أوساط المسنين بوطننا إلا أنها بدأت في السنوات القليلة الماضية تشق طريقها نحو الفئات الشابة والمتوسطة السن لنلحق بركب الدول المتقدمة والأوروبية في معدلات الإصابة بهذا النوع من المرض المرتبط أساسا بإهمال العناية بنظامنا الغذائي وارتفاع أعداد المدخنين، معللة ذلك بتغير الثقافة الغذائية مع اكتساح الفاست فود موائدنا واعتلائه قائمة غذائنا اليومي ما يرفع نسبة مخاطر الإصابة جراء البدانة التي باتت تميز أشكال أجسام الأطفال والمراهقين، فتزايد نسبة الإصابة بأمراض القلب في الجزائر لا يرتبط بالعامل الوراثي كما يعتقد البعض وإنما بتوفر عوامل أخرى على رأسها تغير النظام الغذائي الذي تطغى عليه المأكولات المالحة والحلوة وانتشار التدخين في الأوساط المدرسية، وذكرت البروفيسور'' أدغار'' بنتائج الدراسة التي كشف عنها خلال انعقاد المؤتمر الخير للجمعية الجزائرية للأطباء الضغط الشرياني ومفادها أن 24ر21 بالمائة من الجزائريين مصابين بالسمنة و26 بالمائة آخرين يعانون من السكري وارتفاع معدل الكولسترول في الدم مما يضاعف لديهم احتمال الإصابات الكثيرة بداء القلب، وأن 70 بالمائة من المرضى هم من الذين يتابعون العلاج بالمصالح الاستشفائية عبر الوطن. الصحفيون والأطباء الأكثر عرضة وتطرق المؤتمرون بالمناسبة إلى جانب احدث طرق وتقنيات العلاج في إطار تبادل الخبرات مع أخصائيين دوليين حضروه من مختلف دول العالم، إلى طرق الوقاية وضرورة اعتماد تربية صحية لدى الجزائريين ترتكز على اتباع نمط تغذية متوازن والقيام بتمارين رياضية ثلاث مرات في الأسبوع لمدة 30 دقيقة كل يوم أو المشي يوميا لمدة تصل إلى الساعة والنصف أسبوعيا. وعادت البروفيسور ''أدغار'' إلى التوضيح مرة أخرى أن هناك بعض الفئات من المواطنين لا تتوفر فيهم عوامل مخاطر الإصابة السابقة الذكر بينما يعدون ضمن قائمة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة من العاملين في بعض المجالات التي تتطلب الدقة والتركيز وتسبب لأصحابها ضغطا وتوترا مستمرا كالصحافيين والأطباء والسائقين، وهو ما سبق وأن تطرقت له دراسة سابقة للجمعية الجزائرية لأطباء الضغط الشرياني تبين من خلالها أن الصحافيين يشكلون أكبر نسبة من المصابين بارتفاع ضغط الدم في الجزائر، ودعت البروفيسور هذه الفئة إلى العناية بعضلة القلب باعتباره محرك المشاعر والأحاسيس وهو المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله بالمعاني الحسية والمعنوية.