قال الرئيس السوري بشار الأسد إن السلام مع دولة الاحتلال لايمكن أن يتحقق بدون استعادة كامل الحقوق والأراضي المحتملة، وتأتي هذه التصريحات في أول رد فعل على تهديدات وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان التي هدد فيها للمرة الأولى بإسقاط النظام السوري في أية حرب مقبلة ضد إسرائيل، ورافضا من جانب آخر الانسحاب من هضبة الجولان المحتلة. وأكد الأسد ''لدينا نصف مليون فلسطيني يعيشون هنا منذ ثلاثة أجيال لذا فإن عدم التوصل إلى حل لهم، يطرح السؤال حول أي سلام نتحدث عنه؟ ما الفارق بين السلام ومعاهدة السلام؟ المعاهدة هي ما توقع عليه، لكن السلام هو التوصل إلى علاقات طبيعية، لذا نبدأ بمعاهدة سلام من أجل التوصل إلى السلام.. إذا قالوا إنه يمكن لنا أن نستعيد الجولان كاملا، فستكون هناك معاهدة سلام، لكن عليهم أن لا يتوقعوا مني أن أمنحهم السلام الذي يتوقعون.. الأمر يبدأ بالأرض، ولا يبدأ بالسلام''. وحول طريقة تعامل الإسرائيليين مع عملية السلام، قال الأسد ''هناك حاجة إلى قاموس خاص لتفسير تعابيرهم.. هم لا يملكون لا ما كان يملكه الجيل القديم الذي كان يعرف ما تعنيه السياسة، مثل اسحق رابين وغيره.. لهذا السبب قلت أنهم كالأطفال يتقاتلون في ما بينهم، يعبثون، ولا يدرون ماذا يفعلون''. وتطرق الأسد إلى انتقادات بعض السياسات الإسرائيليّة وقال '' هذا أمر جديد! لكننا يجب أن نقول لهم إنهم إذا كانون يشعرون بالقلق على إسرائيل، فإن الأمر الوحيد الذي يحمي إسرائيل هو السلام، لا كمية الطائرات، ولا الأسلحة تستطيع حماية إسرائيل، لذا عليهم أن ينسوا ذلك. وأشارت مصادر إعلامية إلى أن سورية تستدعي الاحتياط وتهيئ جبهتي لبنان وغزة تحسبا للحرب الشاملة، وقالت إن التهديدات الإسرائيلية الجديدة لقيت هذه المرة رداً سياسياً سورياً أكثر ''حرارة''، فانتقلت دمشق من الرد الدفاعي إلى نوع من الهجوم النفسي باعتبار أن وراء هذه التهديدات ارتباكا لدى القيادة الإسرائيلية ناجما عن عدم هضم الفشلين في حربي غزة ضد حماس العام الماضي، وحرب جويلية ضد حزب الله اللبناني عام .2006 وكان ليبرمان قد حذر أمام المنتدى التجاري في جامعة بار إيلان الرئيس السوري بشار الأسد من أنه ''سيخسر الحرب والسلطة'' إذا ما شن حربا على إسرائيل. وقال ليبرمان ''التهديدات التي أطلقها الرئيس الأسد حيال إمكانية دخول سوريا في أي حرب تشن في المنطقة ومهاجمة إسرائيل كانت بمثابة تغيير لقواعد اللعبة بشكل دراماتيكي وتهديد مباشر وتجاوز للحدود ''.