يحيا بها.. قد يأبه بوجودها وقد لا يأبه.. وبما أن الكاتب إنسان فهو معني بهذه البطولة.. قد يعترف بها لنفسه وقد لا يعترف.. لكن ممارسته للكتابة تخرج كل ما في وعيه وفي لا وعيه.. من الكتاب والمبدعين من هو مؤهل لتجاوز كلماته ومعانيه ولغته وذاته وعصره فتأتي كتاباته وإبداعاته خارجة عن الظواهر الثابتة عامرة بالومضات التي تصدم وعي القارئ وتخلخل مفاهيمه للأشياء وتشرع لديه إمكانات جديدة للحلم وللحياة.. فيجني من خلال قراءاته اقتراحات أخرى ورؤى مغايرة وأسئلة جديدة . مثل هكذا إبداعات لا يمكنها إلا أن تولّد الروعة وتخلّف الانبهار والإعجاب الكبير لدى القارئ.. وبلا أدنى تحريض لا يتأخر في الاعتراف ببطولة هكذا كاتب ومبدع.. البطولة الحقيقية تنشأ داخل الكاتب بلا محرضات ولا منشطات ولا أية عقاقير مادية أو معنوية.. فهي إما أن توجد في الكاتب أو لا توجد، هذا الصنف من الأدباء والمبدعين نجد أعمالهم على كبر حجمها تعج بالقيمة الفنية والجمالية، تزخر بالعناصر والمقومات الإبداعية معلنة عن غريزة الجمال والحقيقة التي تسكن الكاتب.. مثل هكذا إبداع لا يمكن إلا أن تثبت وترسخ في عالم الأدب، فمن تضجره قراءة ال 600 من رواية الاخوة كارامازوف لدوستويفسكي ومن لم يستمتع بقراءة ثلاثية نجيب محفوظ إلى غير ذلك من روائع الأدب العالمي التي لم يتعارض كبر حجمها مع عظمة قيمتها الأدبية ،وهذه الازدواجية في كبر الشكل والقيمة لا تتوفر إلا في مبدع لا يعرف كم هو مبدع ولا يهمه أن يعرف ذات كتاب بقدر ما يهمه أن يتقفى وهمه الجميل ''أليس الوهم حقيقة نسينا أنه كذلك؟'' ويعيش حلمه المجنون ويستحلب تجربته بكل ما أوتي من صدق وعبقرية.. ومرحبا برواية ألفي صفحة.. برواية قادرة على إحداث الصدمة الجمالية ، ولا مرحبا برواية لم تبدع في شيء كما أبدعت في خيانة رهان الجمالية ولا هم لها سوى استعراض عدد صفحاتها وبرقشة غلافها وتلميع ألوانها.. محك القارئ لا يرحم.. ولا يسمح على أية حال بتمرير أي غش إبداعي مهما تفانى صاحبه في ستره..