رصدت ''عربيات'' ظاهرة العنوسة وارتفاع نسبة الطلاق في المجتمعات العربية لما لها من تأثير سلبي على استقرار الأسر العربية، وقد وجدت الظاهرة متفاوتة من دولة إلى أخرى. ففي مصر أعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن ارتفاع نسبة العنوسة حيث وصلت إلى 9 ملايين شاب وفتاة تجاوزوا سن الخامسة والثلاثين من دون زواج وقد وصل عدد الإناث إلى ثلاثة ملايين و962 ألف والباقي من الذكور، في حين بلغ عدد وثائق الطلاق التي صدرت في العام الماضي 264 ألف وثيقة طلاق. وذكرت آخر دراسة أعدتها وزارة التخطيط السعودية أن نسبة الطلاق في المملكة ارتفعت عن الأعوام السابقة بنسبة 20 .كما أن 65 % من الزيجات عن طريق الخاطبة تنتهي بالطلاق حيث سجلت المحاكم والمأذون أكثر من 70 ألف عقد زواج و13 ألف صك طلاق خلال العام الماضي. ويتضح من ذلك ارتفاع نسبة العنوسة في المجتمع السعودي إلى أكثر من مليون ونصف مليون فتاة عانس في السعودية، ومثل هذا العدد وأكثر من الشباب العاجزين عن دخول الحياة الزوجية مما دعا إلى ضرورة البحث عن حلول سريعة للشباب والفتيات. بينما أوضحت الدراسة التي أعدها مركز سلمان الاجتماعي بالرياض نتائج سيئة تنذر بخطر كبير عن حالات الطلاق والعنوسة في دول الخليج حيث أشارت الدراسة إلى أن نسبة الطلاق في قطر وصلت إلى 38 من حالات الزواج في حين بلغت نسبة العنوسة 15 . في حين وصلت نسبة الطلاق في الكويت إلى 35 من إجمالي حالات الزواج ووصلت نسبة العنوسة إلى .18 لكن في البحرين التي اشتهرت بالترفيه الخاص فقد وصلت نسبة الطلاق إلى 34 من إجمالي حالات الزواج في حين بلغت العنوسة نسبة .20 بينما الإمارات فقد وصلت نسبة الطلاق إلى 46 في حين بلغت نسبة العنوسة .20 وبعيدا عن دول الخليج نجد الأمر يقل خطورة، ففي الأردن سجلت دائرة الإحصاءات العامة أقل نسبة للعنوسة مقارنة ببقية الدول العربية، وعزا مصدر رسمي أسباب ذلك إلى انتشار الوعي وتخفيض تكاليف الزواج والمهر المؤجل الذي يحافظ على ترابط الأسرة ولا يفرط أي من الطرفين في الآخر إلا في الظروف القاهرة التي لا تحتمل. وأشار مسح حكومي إلى تأخر سن الزواج بين الإناث الأردنيات ليبلغ حالياً 5,22 سنة وارتفعت نسبة العازبات في الفئة العمرية 15-49 عاماً من 34 العام 1976م إلى 49 العام 2001م ودلت النتائج على أن 4 فقط من السيدات تخطين عمر الزواج حتى نهاية عمرهن الإنجابي, وكان التعليم هو السبب الرئيسي في تحديد العمر عند الزواج كما يرتفع عند النساء اللاتي تعليمهن أعلى من الثانوي بست سنوات عن السيدات اللائي تعليمهن أقل. بينما في المغرب بلغ عدد عقود الزواج في الرباط خلال العام الماضي8569 عقد نكاح، في حين بلغت حالات الطلاق 2721 حالة، وشكل الطلاق الخلعي النسبة الكبرى من الحالات، بينما احتل الطلاق الرجعي المرتبة الثانية، فيما تبقى نسب حالات الطلاق قبل البناء والطلاق المكمل للثلاث متدنية. كما أن عدد حالات الزواج والطلاق لا يشهد تغييرا كبيرا بين عام وآخر، ذلك أن عقود الزواج التي بلغت كما سبق الذكر 8569 عقد نكاح لسنة ,2001 بلغت سنة 2000 (7950 حالة). أما حالات الطلاق لسنة 2000 فقد بلغت ,2382 في حين أنها وصلت إلى 2721 حالة لسنة .2001 وفي تونس تفوق واضح في نسبة الإقبال على الزواج وانخفاض معدل الطلاق قياسا بالقرى التي ترتفع فيها نسبة العنوسة والطلاق لكنها لا تقاس بمنطقة الخليج العربي التي تعاني من العنوسة المتفشية وعزوف الشباب عن الزواج.