كشف تقرير أردني، أول أمس، أعده رئيس قسم الإنسانية والاجتماعية في جامعة عمان الأهلية د. عزمي منصور، أن معدلات العنوسة في الوطن العربي قد عرفت تزايدا رهيبا بين الفتيات اللواتي تخطت أعمارهن الثلاثين السنة. وتناول التقرير إحصاءات الدول العربية في هذا المجال والتي سبق وأن أعلنت عنها الهيئات الرسمية، وجاء فيه أن ما قدره 4 ملايين فتاة جزائرية لم تتزوج بعد على الرغم من تجاوز أعمارهن الرابعة والثلاثين سنة استنادا لإحصاءات الديوان الوطني للإحصاء المعلن عنها عقب انتهاء عملية الإحصاء في أفريل الفارط . وتأتي هذه النسبة بالجزائر مقابل تسجيل 100 ألف عانس بالمملكة الأردنية الهاشمية في وقت يصل فيه متوسط سن الزواج بها إلى 30 سنة بالنسبة للذكور و29 سنة بالنسبة للإناث، فيما بلغت نسبة هذا الشبح 35 بالمائة بين فتيات كل من الكويت، قطر، البحرين، والإمارات العربية المتحدة، حسب ما جاء في تقرير الدكتور منصور. ومما حمله التقرير أن النسبة كانت في أدنى مستوياتها في فلسطين، حيث مثلث نسبة الفتيات اللواتي فاتهن قطار الزواج واحد بالمائة بالرغم من الوضع الاقتصادي والاجتماعي والظروف الأمنية التي تعرفها هذه الدولة، فيما كانت أعلى نسبة قد تحققت في العراق إذ وصلت إلى 85 بالمائة، بينما أشارت الأرقام إلى وجود عشرة ملايين شاب وفتاة فوق سن الخامسة والثلاثين في مصر لم يتزوجوا بعد بينهم نحو أربعة ملايين ونصف المليون أنثى حسب إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري. وتطرق الدكتور منصور في التقرير إلى أسباب العنوسة ملخصا إياها في ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب وندرة فرص العمل وانخفاض وتدني مستوى الأجور والرواتب وارتفاع أسعار السكنات وأجورها وارتفاع المهور وتكاليف حفلات الزفاف ولجوء بعض الأهل إلى تأخير زواج بناتهم العاملات للاستفادة من رواتبهن، إضافة إلى سيادة القيم الاستهلاكية والمظاهر والمباهاة بالمؤخر وجهاز العروس ومكان الزفاف والسكن وتراجع دور الأسرة في توعية الأبناء وتربيتهم على تحمل المسؤولية. وأكد أنه للقضاء على هذه الظاهرة لا بد من تسهيل أمر الزواج وتخفيف المهور ودراسة أسباب ارتفاع نسبة الطلاق وإثارة الوازع الديني في نفوس الآباء الذين يمنعون زواج بناتهم من الأكفاء رغبة في مالهن أو في وظيفتهن، وأن يفهم المسلم بأن الله سبحانه وتعالى يمقت الإنسان الذي يخالف قوله فعله، كما أن للدولة إسهاما لا بد منه في حل هذه الظاهرة.