''الكف عن سب الصحابة.. وقف نشر المذهب الشيعي في البلاد ذات الأغلبية السنية.. تنقية المناهج التعليمية''، تلك ثلاثة مطالب حددها المؤتمر الرابع عشر لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف في يومه الأول السبت 27-2-2010 لتحقيق التقريب المذهبي مع الشيعة. ففي كلمته بافتتاح المؤتمر، المنعقد على مدى يومين بمقر الأزهر في العاصمة المصرية القاهرة تحت عنوان ''صحابة رسول الله''، شدد شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي على أن ''كل من يتعمد الإساءة إلى أحد من صحابة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يعد خارجا عن الإسلام، بشرط أن يكون متعمدا ومصرا على تلك الإساءة. وأرجع د. طنطاوي ذلك للدور الذي قام به الصحابة في بناء الأمة الإسلامية، مشددا على أن الكف عن سبهم أحد الأسباب التي قد تؤدي للتقارب مع المذهب الشيعي. وبدوره قال الدكتور محمد أحمد صالح، أستاذ الشريعة في السعودية وعضو مجمع البحوث الإسلامية، إن ''كل من يسب الصحابة هو عدو للشريعة ويعد منافقا، ويجب على أهل السنة والجماعة أن يقفوا منه موقفا يوضح الحق قبل التقريب''. أهل العلم فيما حذر وزير الأوقاف الأردني وعضو مجمع البحوث الدكتور عبد السلام العبادي مما وصفه ب''الإعلام غير المسئول''، الذي يهول الخلاف بين السنة والشيعة لأغراض سياسية أو مذهبية. وأضاف في كلمته بافتتاح المؤتمر أن: ''على أهل العلم والاختصاص أن يقوموا بدورهم في بحث التقريب بين المذاهب الإسلامية''، مطالبا بتعديل بعض المناهج الدراسية لتنقيتها من أي فكر لا يشجع على التقارب بين المذاهب، ومحذرا من التوترات السياسية في العالم الإسلامي بسبب الخلافات المذهبية.كذلك أكد المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة، عضو مجمع البحوث، ضرورة أن يتولى أهل العلم والاختصاص بحث أي خلاف مذهبي أو عقائدي، وعدم نقل ذلك الخلاف للعامة ووسائل الإعلام، خاصة ''غير المسئولة''، لأثر ذلك في توسيع الخلاف وتفريق الأمة الإسلامية. وأضاف د. عمارة أن هناك تقدما من الجانب الشيعي في مسألة تحريف القرآن، حيث إن المدرسة الأصولية الاجتهادية التي تبلورت في القرن التاسع عشر راجعت القول بتحريف القرآن، وهناك علماء شيعة كتبوا ذلك ونقدوا آراء التحريف، وهو أمر يساعد على التقريب بين السنة والشيعة. لكنه استدرك قائلا إن: ''الكلام عن الصحابة في المدرسة الاجتهادية يماثل الفحش الفكري''.