نفسها كفيلسوفة يونانية حارسة للحكمة، هذه الحكمة التي تجعل من المرأة مليئة بالوعي والخير والفضائل الأخرى كالشجاعة والعدالة والاعتداد بالنفس . في كتابها ''هرمونيا النساء'' أوضحت كيف أن الفضائل تحوزها المرأة من: ذاتها أولا ثم من زوجها ومن أولادها ومن بيتها وربما أيضا من مدينتها.. وإذاما سيطرت المرأة على شهوتها، وتحكمت في مشاعرها العنيفة، سوف تكون امرأة على قدر كبير من الاستقامة والتناغم، ولن تتورط في أية رغبات غير مشروعة، وسوف تحتفظ بحبها لزوجها ولأولادها ولبيتها، أما عندما تصبح المرأة عشيقة لرجل غريب فإنها تتحول فجأة إلى عدوة لأهل بيتها جميعا.. وللطبقات العليا والدنيا في المجتمع على حد سواء.. وتمضي بركتيوني في استنكارها لهكذا امرأة التي تصبح في نظرها مؤهلة لاختلاق الأكاذيب وممارسة الغش والخداع لزوجها حول كل شيء حتى تبدو متفوقة وذات إرادة حرة.. وفي كتابها ''حارسة الحكمة'' لا تتأخر الفيلسوفة في تقديم النصائح للمرأة ''لا بد أن تدرب نفسها على المعايير الطبيعية للغذاء والملابس والاستحمام ودلك جسدها بالزيت وتصفيف شعرها ووضع زينتها من الذهب والأحجار الكريمة. إن المرأة التي تبالغ في الطعام والشراب وتسرف في الملابس والتحلي بكل زينة تكون جاهزة لارتكاب الخطيئة وممارسة كل رذيلة سواء بالنسبة لفراش الزوجية أو بقية الأفعال الخاطئة الأخرى، المطلوب فقط تخفيف حدة الجوع والعطش حتى لو تم ذلك بأرخص الوسائل ،كأن تكتفي في حالة البرد بثوب خشن، أو حتى بجلد ماعز.. .. بريكتيوني عبأت كتابها السابق الذكر بنصائح أخلاقية وسلوكية تقشفية ترى أن على المرأة الفاضلة اتباعها وتجنب كل ما يرميها في أحضان الخطيئة كارتداء العباءات الأرجوانية الفاخرة، والملابس ذات الألوان الفاقعة ، فتلك حماقة لا حد لها ، وتنبه المرأة المنسجمة مع ذاتها وواقعها بألا تقيد نفسها بالذهب والأحجار الكريمة الآتية من الهند وغيرها من البلدان، ولا تريدها أن تدهن جسمها بالطيب الآتي من بلاد العرب، ولا أن ترسم وجهها بالأبيض والأحمر، ولا أن تسود حاجبيها أو رموشها. بركتيوني تنصح المرأة بذلك لأن الجمال في عرفها يأتي من الحكمة وليس من هكذا أشياء.. في نصها هذا ''300ق.م'' تعتقد أن المرأة لا يمكنها أن تحقق الهرمونيا ما لم تمتلئ بالحكمة، وتتحلى بضبط النفس، وذلك لن يفيد زوجها فحسب بل أطفالها وخدمها وأقاربها والبيت وما فيه بما في ذلك الأصدقاء والضيوف ،وببساطة فإن ذلك ما يتيح لها المحافظة على بيتها. في كتابها المذكور خصصت بريكتيوني الفيلسوفة اليونانية الفيثاغورثية فصلا كاملا تناولت فيه برجماتية الأخلاق وطبقتها على الخيانة الزوجية بالنسبة للنساء وتشير بهذا الخصوص إلى أن الأحكام التي يصدرها المجتمع فعلا بوصفها قواعد لا بد أن تعيش المرأة الفاضلة طبقا لها. مجمل الآراء والنظريات التي أوردتها بركتيوني مثلها مثل النساء الفيثاغروثيات في تلك الحقبة حول دور المرأة ومكانتها في الأسرة وفي المجتمع جاءت على نحو لا يتقبله أغلبية المفكرين المعاصرين ، لكن ما قالته بريكتيوني عن المرأة جاء مسايرة لأوضاعها ومواصفات تلك الحقبة وذاك الزمن .. زمن أباح أن تكون المرأة تابعة للرجل تماما ومخلصة له وخاضعة له وإن لم يفعل هوما تتوجبه الحياة الأسرية من التزامات أخلاقية ومادية ولكنها ''حكمة المرأة الفيثاغورثية''