صنفت الجزائر ضمن الدول الخمسة الرئيسة التي تقيم تعاونا عسكريا مع روسيا، والتي تربطها معها علاقات تعاون عريق في هذا المجال، جعلها تحتل المرتبة الثانية في قائمة الدول المستوردة للسلاح الروسي. وأفادت وكالة نوفوستي الروسية أن نائب مدير الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني الكسندر فومين قد أعلن أول أمس أن الشركاء الرئيسيين لروسيا في مجال التعاون التقني العسكري في الوقت الحالي، هم الهند والصين والجزائر وفنزويلا وفيتنام. وبيّن فومين أن الحجم التجاري في هذه القائمة من الممكن أن يتغير حسب الاتفاقيات المعقودة، لكن بشكل عام، هذا هو شكل القائمة في الوقت الحالي، مبديا توقعه فومين لا يستبعد أن تحتل فيتنام المركز الثاني في هذه القائمة في الأعوام القليلة المقبلة، مشيرا في هذا الإطار أن البلدان قد وقعا عام 2009 إحدى أكبر الاتفاقيات خلال الأعوام الأخيرة الماضية حول شراء ست غواصات وإنشاء بنية تحتية في ميناء كمران الفيتنامي لاستقبال هذه الغواصات الست. وأشارت تقارير وكيل موسكو لتصدير منتجات صناعة الدفاع روس اوبورون اكسبورت أن الجزائر قد حافظت على احتلالها للمرتبة الثانية في قائمة الدول المقتنية للمنتوجات العسكرية في عام 2009 ، في حين كانت الهند في المرتبة الأولى بين مشتري الأسلحة الروسية في العام ذاته، حينما استحوذت على حصة تتجاوز 30% من الصادرات العسكرية الروسية، أما المراتب الأخرى فحازت عليها الصين وماليزيا وفنزويلا وسوريان على التوالي . ويربط الجزائربموسكو تعاون وثيق في المجال العسكري يعود إلى سنوات خلت ،وهو الأمر الذي جعل الجزائر تحتل عام 2008 أيضا المرتبة الثانية في قائمة الدول المقتنية للسلاح الروسي بقيمة مالية قدرت ب 1.366 مليار دولار،وراء الهند،وأمام الصين التي تعتبر هي الأخرى من الزبائن التقليديين لروسيا. ويعود تاريخ التعاون العسكري بين الجزائروموسكو إلى الحقبة الاشتراكية، ولا يزال البلدان متمسكين بهذه الشراكة إلى اليوم ، الأمر الذي جعل الجزائر تتسلم خلال العام الماضي 14 طائرة مقاتلة جديدة تنتجها شركة ''أو. أ. ك'' ،في حين ينتظر أن تستلم خلال النصف الثاني من العام الجاري 16 طائرة من طراز ''ياك ''130 التي تنتجها شركة ''ايركوت'' الروسية ، في إطار تنفيذ صفقات عسكرية موقعة بلين البلدين ،حيث سبق لفيكتور ليتشايف، وهو أحد مسؤولي هذه الشركة أن أكد استمرار العمل بنجاح في صنع الطائرات ال 16 من طراز ''ياك ''130 المطلوبة للجزائر. وقد تم تخصيص هذه الطائرات لأغراض تدريب الطيارين العسكريين والقتال،حيث قدر خبراء شركة ''ايركوت'' أن يطلب العالم 2.5 ألف طائرة جديدة من هذا النوع في الفترة 2010 .2011 وفي السياق ذاته ، سبق لمسؤول بإدارة مصنع إيركوت الحربي أن قال أن الجزائر تسلمت طائرات ''سوخوي 30 إم أي/إ'' التي كانت تعاقدت على شرائها مع روسيا، مؤكدا أن عدد الطائرات المسلمة بلغ ,28 والتي تم تصنيعها من طرف الشركة بمنطقة إيركوست، كما أكد مسؤول آخر بإدارة مصنع الطائرات الحربية، إن المصنع سيستمر في إنتاج 16 طائرة للتدريب والقتال من طراز «ياك 130»، بموجب العقد الموقع بين روسياوالجزائر عام 2007 بمناسبة زيارة الرئيس الروسي الأسبق فلاديمير بوتين إلى الجزائر. ويشار إلى أن اقتناء الجزائر لهذه الأسلحة يدخل في برنامج تحديث العتاد الدفاعي للجزائر ،في إطار الخطة المتبعة من طرف الدولة الخاصة بالرفع من احترافية الجيش الجزائري الذي صار يحتل المرتبة الثانية عربيا والعشرين عالميا حسب آخر دراسة لمركز استراتجيات بلجيكي .