ورود وهدايا ومعايدات وسهرات فنية هنا وهناك ، وتركيز استثنائي على نون النسوة وتاء التأنيث، كلها طقوس روتينية تصب في إطار المجاملة الرسمية للمرأة في عيدها الرسمي، عيد محكم التأطير. في ال 8 مارس من كل سنة إطار ما فتئ يضيق على حدود المعنى الواسع لهذه المناسبة العالمية التي تعود بتاريخيها إلى عام 1909 حيث خرجت عشرات النسوة العاملات في أحد المصانع في نيويورك مطالبات بحقوقهن الشرعية التي لم تكن معترفا بها في ذلك الوقت ليتم إحراقهن داخل المصنع من طرف صاحبه، محولا هذا التاريخ الذي شهد واحدة من أبشع الجرائم التي مورست في حق المرأة إلى تاريخ مقدس لكيان المرأة وشاهد على مساهمتها الفعالة في بناء الحضارة الإنسانية. غير ان تأطير هذا التاريخ العظيم في تلك الطقوس الروتينية قد يجعل من هذا اليوم تاريخا كأي تاريخ ويوما كأي يوم، على اعتبار أن الروتين يقتل كل أشكال التميز، كما أن اختصار مسار المرأة في يوم أو بالأحرى في نصف يوم ليس داعيا من دواعي الفخر بالنسبة للمرأة هو رأي أكدته وتؤكد عليه كل نسوة الجزائر ولاسيما منهن المرأة المثقفة والمرأة الفنانة. المخرجة شرابي تؤكد المخرجة السينمائية نادية شرابي ان اختصار مسار المرأة في نصف يوم إجحاف في حقها . وتقول شرابي ''من المجحف أن لا نتذكر المرأة إلا في يوم 8 مارس ومن المجحف أيضا أن يكون تذكرنا لها بهذا الشكل التقليدي الروتيني المتمثل في وردة وهدية رمزية في كل سنة''. و ترى شرابي بأن الاحتفال بالمرأة لا يجب أن يكون محدودا في تاريخ معين أو مناسبة واحدة، الاحتفال بالمرأة وتذكر انجازاتها وتعداد فضائلها وحفظ حقوقها واجب وتقليد لا بد أن يتواصل في مجتمعنا العربي بشكل اكبر وبأكثر جدية. مديرة الإذاعة ولد خصال فيما اعتبرت الإعلامية ومديرة الإذاعة الثقافية فاطمة ولد خصال بأن الاحتفال بعيد المرأة ودخول هذا التاريخ ضمن رزنامة الأعياد العالمية والعربية، هو أمر حضاري مهم لابد من التنويه به. ''غير أن إشكالية الاحتفال بهذه المناسبة تكمن في الطريقة التي تبقى نقطة سوداء بالنسبة لهذه المناسبة وغيرها من المناسبات التي أصبحت نسخة طبق الأصل في كل سنة تتخذها نفس المؤسسات والهيئات بذات الشكل، في الوقت الذي تحاول فيه المرأة ونحن في سنة 2010 أن تتحرر من قيود هذه المناسبة التي تصنفها في عداد المناسبات الروتينية الثقيلة''.