أقامت مساء أمس جريدة "النهار" حفلا بهيجا على شرف الطاقم النسوي للجريدة ، بمناسبة عيد المرأة، ضم إعلاميات، تقنيات وإداريات، وصلت وقائعه البريئة والصادقة الى قلوبهن فكانت بسماتهن وملامحهن أصدق، تحمل مشاعر أحلى من الحلوى والمشروبات التي ازدحمت على طاولة قاعة الاجتماعات. المبادرة كانت مفاجئة لجميلات "النهار"، بالمعنى التاريخي والجمالي، فبينما كان الحديث عن المناسبة مؤجلا الى اليوم السبت ، الثامن من مارس، فاجأت رئيسة التحرير، سعاد عزوز، طاقم الجريدة عامة، والنسوة خاصة، الى جلسة نسوية بالمناسبة، " مادامت الجريدة سباقة الى تغطية الأحداث فهي سباقة أيضا للعرفان" تقول، حتى كادت فئة الرجال تشتم من ورائها رائحة التمييز والتهميش. كما أن المبادرة لا تخرج عن العادات الحميدة التي دأبت ادراة الجريدة على تكريسها في كل مناسبة، والتي تتجسد كتقاليد عمل وعلاقات جديدة في الوسط الصحفي والمؤسساتي، المراهنة على البعد الاجتماعي والإنساني، كأحد أهم أولويات العمل الإعلامي لهذه الجريدة "الفتية". من جهته ألقى المدير العام مسؤول النشر، أنيس رحماني، كلمة بسيطة وصادقة هنأ فيها الطاقم النسوي الذي يمثل قرابة ثلثي مجموع العمال، مشيرا إلى أن الهدف من هذه الحفلة ليس التفرقة بين الجنسين، و إنما تذكير بالدور الذي قام به الطاقم النسوي من أجل إنجاح الجريدة، و بروزها كهوية إعلامية وسط الزخم الإعلامي الوطني والعربي، رغم حداثة نشأتها. هذا و أشار أنيس رحماني إلى العديد من الأقلام الصحفية النسوية في الجريدة ، التي سجلت تميزا مشهودا له لدى جميع الأوساط الإعلامية، و عارض من جهة أخرى أن تكون مهنة الصحافة التي يفضل الكثيرين نعتها ب "مهنة المتاعب" مقتصرة على الرجال فقط، و أضاف أن ما قدمته صحفيات "النهار" ، من خلال طرح مواضيع "الطابو" و التنقل إلى مناطق محفوفة بالمخاطر، لهو دليل على قدرة المرأة على إثبات قدراتها ووجودها كفاعل لا يستغنى عنهن من حيث كونه كفكرة و رأي. وحرص مسؤول الجريدة، على التأكيد على إطار الجو العام للجريدة المحفز والمتفتح على كل المبادرات والمساهمات بغض النظر عن جنس صاحبها، من منطلق مبدأ حرية التعبير، وهو ما اعتبره المدير قاطرة معنوية لا تقدر قيمتها وقوتها أخذ بيد عنوان "النهار" إلى التميز والمنافسة، فضلا عن انفرادها في الكثير من المناسبات بمواضيع و ملفات حققت من خلالها سبقا صحفيا، جعلها تلفت اهتمام القارئ الجزائري، وباقي أوجه الرأي العام الوطني، لتكسب بذلك الرهان وتحتل مكانة متقدمة في الخريطة الإعلامية، رغم تواجد بعض العناوين المبني على كسبها لثقة القارئ فيها، أو لأنه تعود على تصفحها بصورة آلية، فليس من السهل أن تكسر "النهار" هذه المقاربة وتنتزع هامشا واسعا من المقرؤية الواسعة لا تقدر بثمن.