من شدة هيام الغريمين بعضهما ببعض درجة تصل حد وله قيس بليلى، وامتداد هذا العشق أمدا بعيدا، ضاربا بأطنابه في الزمن المعاصر، يذكرك بما قاله الأول في الأخرى: تعشقت هندا وهي بنت صغيرة ولم يبد للأتراب من ثديها حجم كدنا نشك بل ونحلف بأغلظ الأيمان أن العلائق يبن الفريقين لا ولن تؤثر فيها شائعات ولا أراجيف ، ولا ماذكر من الاستطلاع المزعوم فيها ضحكا وتفكها على الأذقان من أن وجهة النظر الأمريكية نحو إسرائيل بدأت تتغير تدريجيا بسبب استياء الرأي العام الأمريكي من فداحة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد حقوق الإنسان الفلسطيني وخرقها المتكرر للقانون الدولي، وأنه بدأ بعض الأمريكيين، وفي مقدمتهم الرئيس الجديد أوباما، يتساءلون عما إذا كانوا قد أفرطوا في تدليل إسرائيل وفي إذلال العرب؟ أما أنهم أذلوا العرب فهذا مما لا ينتطح فيه عنزان، وشواهد التاريخ من الأشلاء والمزع التي تناثرت في أحياء جنين وخان يونس أصدقها، وأما أنهم أفرطوا في تدليل إسرائيل فهذا أيضا مما دللت عليه وقائع متتالية وآخرها إعطاء ضوء أخضر لبناء مستوطنات جديدة في تحد يشبه الاستفزاز واستفزاز شبيه بالتحدي للأعراف وتزامنا مع زيارة المبعوث الأمريكي ميتشل للأراضي الفلسطينية، وكأنها تقول للعرب ماقاله القذافي للأمريكان يوما ما.... والحمد لله أن انقسم الأمريكيون تجاه هذا الموضوع إلى قسمين لا شك أن العقلاء في العالم سيدعمون من خلاله الذين دعوا إلى إعادة النظر في إيجابيات وسلبيات العلاقات مع إسرائيل إذ دعاة هذا الاتجاه يعتبرون أن سياسة أمريكا نحو إسرائيل تعتبر سياسة فاشلة لأنها عمياء لا تر إلى أي مدى ستضر بمصالح أمريكا مع العالم الإسلامي.