تناولت أشغال اليوم الدولي الأول للأمراض العصبية المنظم يوم الخميس بكلية الطب لجامعة ''أبو بكر بلقايد'' بتلمسان، مختلف جوانب مرض ''الزهايمر ومرض ''الباركينسون'' ومراحل تطورهما. وشهد هذا اللقاء الذي أشرفت على تنظيمه مصلحة الأمراض العصبية للمركز الاستشفائي الجامعي لمدينة تلمسان بالتنسيق مع جمعية أطباء الأعصاب الخواص للغرب الجزائري، مشاركة العديد من الأطباء الأخصائيين من الوطن بالإضافة إلى أساتذة جامعيين مختصين من فرنسا. وسمح بالتعرض إلى مختلف جوانب هذين المرضين العصبين اللذين لم يجدا لحد الآن علاجا فعالا ونهائيا. وفي مستهل الجلسة الأولى نشط الأستاذ توشون من مونبوليي، فرنسا، محاضرة بعنوان ''مرض الزهايمر'' حيث تطرق إلى تاريخ هذا الداء العصبي وعوامل ظهوره مثل السن والسوابق العائلية وجينات الهشاشة والمستوى الاجتماعي الثقافي المتدني وقلة الحركة البدنية. وتفسر هذه العوامل سبب انتشار هذا المرض العصبي الذي يعاني منه حوالي 36 مليون شخص عبر العالم''، حسب ما أكده الأستاذ المحاضر الذي أضاف أن ''هذا الرقم مرشح لبلوغ 115 مليون في آفاق 2050. كما شرح نفس المتدخل أعراض المرض مثل الاضطراب الإدراكي والبصري واللغوي والتقلبات النفسية السلوكية، مبرزا في نفس الوقت طرق التشخيص والأدوية المتوفرة للتقليل من أثار الداء. أما الأستاذ فريد يخلف من فرنسا فتناول في مداخلته ''الاختلال الشرياني'' الذي ''يشكل مجموعة غير متجانسة من الأمراض'' شارحا الفوارق الموجودة بينها وبين داء''الزهايمر''. ومن جهته قارن الأستاذ أيت قاسي من الجزائر العاصمة في مداخلته بين المخ البشري والحاسوب في مجال كثافة العناصر القاعدية والطول الإجمالي للوصلات وكذا فيما يخص التنظيم وكيفية اشتغال الذاكرات الإنسانية والمعلوماتية والأبحاث التي تم إجراؤها في هذا الإطار. أما الأستاذ أزولي من مرسيليا وتازير من الجزائر فقد تعرضا بدورهما إلى مرض ''باركينسون'' أو ما يعرف بالشلل الرعاش والذي يصيب الرجل بعد سن 50 عاما على عكس ''الزهايمر'' الذي يمس في الأغلبية النساء. وحسب المتدخلين فإن مرض ''باركينسون'' يتجلى في ارتعاش أثناء السكون وهو يتطور على ثلاث مراحل ليتم إبراز من ناحية ثانية كيفية العلاج خاصة عن طريق الاعتماد على المواد المنشطة حيث يبقى هذا الداء مستعصيا. كما ركز المشاركون في نهاية أشغال هذا اللقاء الطبي على ضرورة تطوير الأبحاث حول هذين المرضين وخاصة ''الزهايمر'' من أجل اكتشاف العلاج المناسب الذي من شأنه أن يحد من تطور هذا الداء وبالتالي تجنب ''الكارثة المتوقعة في آفاق 2050''.