انتقد رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأعصاب البروفيسور أرزقي محمد، نقص تجهيز مصالح أمراض الأعصاب على المستوى الوطني وقلة تجهيز العدد القليل منها، حيث يقدر عدد المصالح الاستشفائية المختصة في علاج أمراض الأعصاب ب 13 مصلحة 4 منها متواجدة بالعاصمة، و6 فقط مجهزة تجهيزا جيدا، فيما تعرف البقية أوضاعا مزرية أو كما وصفها المتحدث بالدرامية، ولاسيما مستشفى عنابة. قال رئيس البروفيسور أرزقي، إن الجزائر إذا ما سهرت على تطبيق التوصيات التي خرج بها المؤتمرون في مؤتمر عنابة حول أمراض الأعصاب، فسيتطور هذا الاختصاص لا محالة في السنوات القليلة القادمة، كما كشف المتحدث ذاته خلال ندوة صحفية، أول أمس بمنتدى المجاهد، خصصت لعرض نشاطات الجمعية رق تكفلها بالمرضى، عن خلق في المستقبل القريب لجان خاصة لعلاج مختلف أنواع أمراض الأعصاب، كلجنة مرض الصرع، ولجنة الزهايمر وغيرها من اللجان التي ستشكل آلية فعالة في يد الأطباء المختصين عن طريق وضع محاضر إجماع خاصة بالعلاج وكذا تسهيل على الوزارة مدهم بيد المساعدة من خلال مساعدتها على وضع برامج علاجية لكل نوع من هذه الأمراض، التي تصنف ضمن قائمة الأمراض المستهدفة. طبيب لكل مائة ألف جزائري تأسف البروفيسور، رئيس مصلحة طب الأعصاب بمستشفى البليدة، على نوعية خدمات مصالح الأمراض العصبية المتدنية على المستوى الوطني، بالمصالح الست المتواجدة بكبرى المستشفيات، بتسجيلها لانعدام شروط النظافة، و سوء استقبال المرضى، وكذا النقص الكبير في عدد المختصين في الأمراض العصبية، حيث لا يتعدى 300 مختص، مؤكدا أن هذا العدد من المختصين لا يكفي للوقوف على حاجيات المواطنين حتى وإن كانت الجزائر غير متأخرة في هذا المجال عما هي عليه المستويات العالمية في التغطية الصحية لمرضى الأعصاب، وتفوق بكثير ما تتوفر عليهه دول الجوار وباقي الدول الإفريقية في عدد الأطباء المختصين، حيث توفر الجزائر طبيبا واحدا لكل مائة ألف ساكن، مقارنة بعدد الأطباء في كل من تونس والمغرب والمقدر ب 70 و150 طبيب على التوالي في هذا الاختصاص، مقابل 126 آخرين في جنوب إفريقيا، ومن المنتظر أن يصل عدد الأخصائيين الجزائريين خلال السنوات القليلة القادمة إلى ,600 فلا يمنع، أضاف البروفيسور الدولة من أن تعمل على توفير الإمكانيات المادية والبشرية، وتسطر سياسة صحية ناجعة للتكفل بمرضى الأعصاب الذين هم في تزايد مستمر حسب ما تم تسجيله في السنوات الأخيرة. يجب احترام أبسط حقوق المرضى يعرف عدد المرضى المصابين بالأمراض العصبية بالجزائر تزايدا مستمرا، ويحتاج إلى أن يرافقه عمل جاد من ناحية التكفل، حسب ما ذكره البروفيسور مصمودي محمد ناصر، رئيس مصلحة أمراض الأعصاب بمستشفى لمين دباغين مايو سابقا. وأكد في هذا السياق أن الجزائر تحصي 300 ألف حالة صرع، مائة ألف حالة زهايمر، إلى جانب 50 ألف حالة تعاني من داء الباركينسون أو ما يعرف بالرعاش، إضافة إلى تسجيل سنويا 20 ألف حالة وفاة من بين ال 60 ألف حالة إصابة بالجلطة الدماغية، أو ما يسمى بصدمة شريان المخ. وتندرج جميع هذه الأمراض ضمن قائمة الأمراض العصبية التي تتطلب تكفلا صحيا ذا نوعية، ويحدث هذا في الوقت الذي تفتقر كبرى مدن الجزائر لأقسام أمراض أعصاب، وإن وجدت فهي في حالة يرثى لها، حيث تنعدم بها أدنى شروط النظافة على غرار مصلحة أمراض الأعصاب لكل من عنابة ووهران، حيث تحدى ذات البروفيسور، أن تتوفر مراحيض مكيفة لمرتادي هذه الأقسام من المرضى، علما أن جلهم يصابون بإعاقات حركية نتيجة المرض، مطالبا بأنسنة مصالح أمراض الأعصاب والاهتمام بالمريض في حد ذاته، لا السعي لتوفير الدواء في الوقت الذي يعاني المريض من عدم اهتمام تام.