تحدثت مصادر إعلامية مصرية عن مساعي وترتيبات حثيثة يقوم بها النظام المصري من أجل إفشال مقترح تدوير رئاسة الجامعة العربية وإنجاح تنصيب أحمد أبو الغيظ خليفة لعمرو موسى الأمين العام الحالي للجامعة، وهذا في شكل سيناريو و''خطة مضادة'' لمواجهة المقترح الذي تنوي الجزائر إحيائه في قمة سيرت بليبيا والقاضي بتدوير رئاسة الجامعة على الدول الأعضاء. وقالت ذات المصادر أن الرئاسة المصرية التي كانت تعمل في وقت سابق على إقناع عمرو موسى بالاستمرار في شغل منصب الأمين العام للجامعة بسبب ما قيل عن رغبته في التنحي، قد تحولت إلى حبك سيناريو آخر في إطار إعطاء صورة عن وجود تغيير ورغبة في إعطاء نفس آخر لعمل الجامعة، وهذا من أجل مواجهة مقترح تدوير الرئاسة على جميع الدول العربية الذي تبقى الجزائر من أكبر المدافعين عنه. ونقلت تلك المصادر التي تناولت الموضوع بشيء من التفصيل عن دبلوماسي كبير في الخارجية المصرية أن الأمين العام القادم للجامعة العربية بعد قمة سيرت الليبية سيكون وزير الخارجية الحالي لمصر أحمد أبو الغيظ ، وأن الرئيس المصري قد فصل في الموضوع منذ مدة وهذا في إطار إستراتيجية جديدة تقوم على إعطاء صورة بوجود تغيير في هرم الجامعة بتغيير الوجوه ولكن في إطار مواصلة القبضة المصرية على الجامعة والتذرع بالبند الخاص بحق دولة المقر في الحفاظ على منصب الأمانة العامة. وفي نفس السياق كان وزير الخارجية المصري المرشح الأول لافتتاك منصب الأمين العام للجامعة العربية قد صرح في ندوة صحفية خلال الأيام الماضية أن أكد أن خليفة عمرو موسى لا يمكن أن يكون إلا مصرياً، وقال أبو الغيط بالحرف الواحد إن ''اختيار منصب الأمين العام للجامعة العربية يكون من البلد التي يتواجد به مقر المنظمة العربية وهو أمر يسهل من قيامه بمهام عمله، هذه المسألة محسومة بالنسبة لمصر'' وأضاف ''إذا كنا نسعى إلى عمل عربي إلى الأمام دعونا نرى أميناً عاماً قادراً على العمل في مقر الجامعة في القاهرة. وتابعت تلك المصادر على أن كلام أبو الغيظ حمل رسائل مبطنة للجزائر التي تتحرك بقوة عن طريق قنواتها الدبلوماسية من أجل حشد التأييد لمقترح تدوير الجامعة العربية وتقديم مذكرة رسمية إلى القمة العربية التي ستعقد في مدينة سرت الليبية أواخر هذا الشهر لإحياء مطالبها السابقة بشأن تدوير منصب الأمين العام وعدم قصره على دولة واحدة وإتاحة الفرصة للدول العربية الأخرى لتقديم مرشحين لتولي المنصب وهي مطالب سبق أن طرحتها قبل القمة العربية التي عقدت بالجزائر عام 2005 قبل أن تسحبها بعد ضغوط مارستها مصر.