أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر أمسية الأربعاء أحكاما تصل إلى المؤبد في حق متهمين متابعين بجناية تكوين جمعية أشرار واستيراد بطريقة غير شرعية 630 قرص مهلوس من مادة ''الرفوتريل'' المحظورة دوليا. وقد نطقت المحكمة الجنائية بحكم غيابي بالمؤبد ضد المتهم الرئيسي في القضية عبيد يزيد وبسبع سنوات سجنا نافذا ضد المتهم عبيد دريس فيما استفاد المتهمان (ت.علي) و (ع.فريد) من البراءة. وتعود وقائع القضية --حسب قرار الإحالة-- إلى صائفة 2009 حينما تمكنت مصالح الجمارك الجزائرية من توقيف المتهم (ت.علي) عمره 75 سنة ومغترب بفرنسا منذ 55 سنة بميناء الجزائر قادما من فرنسا على متن باخرة ''الطاسيلي'' حاملا معه حقيبة تحتوي على 630 من الحبوب المهلوسة (مخدرات) من نوع رفوتريل. ولدى سماعه من طرف مصالح الأمن صرح (ت.علي) أن المسمى عبيد يزيد سلمه هذه الحقيبة بفرنسا طالبا منه إيصالها إلى أخيه عبيد دريس المقيم بمنطقة حسين داي (الجزائر العاصمة). وأكد المتهم (ت. علي) الذي استفاد من البراءة أنه لم يكن يعلم بوجود المخدرات بالحقيبة، موضحا أن عبيد يزيد سلمه الحقيبة مفتوحة وكانت مملوءة بالحلويات والمكسرات إضافة إلى هواتف محمولة ولم يكن يعلم أن يزيد كان قد خبأ المخدرات في جوف الحقيبة. وقد قام (ت.علي) بمساعدة الأمن عن طريق إيصالهم إلى الشخص الذي من المفروض أن يستلم البضاعة بحسين داي وبالفعل تم القبض على عبيد دريس متلبسا وهو بصدد استلام الحقيبة من الناقل (ت.علي). ولدى سماع المتهم عبيد دريس اعترف عبر كل مراحل التحقيق أن أخاه المغترب عبيد يزيد متعود على إرسال مثل هذه الحقائب التي تحوي المخدرات من فرنسا بغرض ترويجها في الجزائر، مؤكدا أنه استلم عدة حقائب بهذه الطريقة. وأوضح المتهم عبيد دريس أن أخاه يزيد يتعمد اختيار ناقلين طاعنين في السن حتى لا تشك فيهم مصالح الأمن.