المهرجان الذي نظمته جمعية الأنوار الثقافية التابعة للولاية شهد مشاركة تسع فرق من مختلف الولايات من أدرار، وهران، مستغانم، سيدي بلعباس، البليدة، سعيدة، تلمسان وغيليزان التي سجلت حضورها ضمن التظاهرة باعمال مسرحية متنوعة ابت من خلالها الا أن تشارك عين تموشنت عرسها الفني . كانت البداية مع مسرحية ''المنفي'' لصاحبها ''محمد بوخبزة'' التي سجلت حضورا متتميزا وقويا على ركح دار الثقافة لولاية عين تموشنت معلنة انطلاق المنافسة الرسمية للفرق المحلية المشاركة في إطار هذه التظاهرة. وبكل احترافية استطاعت تلك اللوحة المسرحية إلقاء الضوء على المشاكل التي يعانيها المجتمع من قمع وتسلط أصحاب السلطة الذين يصرون على اعتبار صاحب الضمير أو كما يطلق عليه بالعامية الجزائرية ''مول النيف'' بالمعتوه، هذا الاخير يجد نفسه محصورا بين أربعة أشخاص يحاولون مواساته والوقوف إلى جنبه بحركات إيمائية تدل على الرفض الصارخ للظلم والحقرة، خاصة بعد خيبة الأمل التي أصابته بسبب تهميشه من قبل المسؤولين بالرغم من كفاءته المهنية، وقد استطاع المخرج أن يعكس معاناة بطل المسرحية من خلال اختياره لسينوغرافية عالية التقنية وهو ما يظهر من خلال الالوان التي أضاءت الركح كاللون الأحمر القاتم الذي عكس معاناة و انكسار بطل المسرحية، خاصة بعد أن رفضته ''زينة'' بنت السلطان التي أحبها كثيرا. كما عرفت التظاهرة تنظيم ورشة المسرح التي أشرف عليها المخرج المسرحي ''سيد أحمد قارة''، إضافة إلى تنظيم ملتقى علمي تناول جملة من المحاور من بينها: ''واقع المسرح الهاوي'' من تقديم الأستاذ سلال محمد و''مسألة التكوين المسرحي'' للاستاذ اسماعيل ابراهيم. وبهذه المناسبة شدد رئيس جمعية الأنوار الثقافية منظم التظاهرة ''مولاي محمد ملياني''، على ضرورة تفعيل المشهد المسرحي في الجزائر من خلال تنظيم مثل هذه المهرجانات التي من شأنها كشف المواهب الفنية والتعريف بابداعاتها وإعطائها فرصة للبروز والاحتراف من خلال الورشات التكوينية التي يحرص المهرجان على تنظيمها كل سنة.