أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن مجلس حلف شمال الأطلسي (الناتو) صادق من حيث المبدأ على ضم سفينة صواريخ إسرائيلية إلى أعماله الدورية التي تتم في البحر المتوسط منعا لتهريب وسائل قتالية ومخدرات. وأوضحت نفس المصادر أن الموضوع سيطرح على مؤسسات الحلف للبت فيه نهائيا قريبا، مشيرة إلى أن الموافقة على هذا الأمر بات أمرا محسوما لا رجعة فيه. وذكرت صحيفة (يديعوت احرونوت) الإسرائيلية أن الحلف سيعمل على إيجاد حل للحيلولة دون اقتراب القطعة الحربية الإسرائيلية من المياه الإقليمية لدول عربية لا تربطها بالدولة العبرية علاقات دبلوماسية كسوريا وبعض دول شمال إفريقيا على رأسها الجزائر. وأضافت أن ''إسرائيل شاركت قبل نحو شهر في مناورة تناولت حالات الطوارئ''، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يشترك وفد إسرائيلي في مؤتمر يعقد في أرمينيا قريبا للتعامل مع الهزات الأرضية.وأشارت الصحيفة إلى أن وفدا عن حلف الناتو يزور إسرائيل حاليا ومن المقرر أن يلتقي أعضاؤه ممثلين عن وزارتي الجيش والشؤون الإستراتيجية.وذكرت تقارير صحافية عبرية أن انضمام سفينة إسرائيلية إلى قوة الناتو التي تسمى ب''الجهد النشط'' يشكل نقلة مهمة في العلاقات بين الجيش الإسرائيلي والحلف الأطلسي.وقوة ''الجهد النشط'' هي عبارة عن دوريات حربية متواصلة تشارك فيها سفن وغواصات وطائرات شكلت عام 2001 وتعمل على منع نشر أسلحة الدمار الشامل والصواريخ كما تعمل على منع وصول الأسلحة إلى ''جهات إرهابية''.ورغم أن إسرائيل ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي فإنها لن تكون الدولة الوحيدة غير العضو التي تشارك في هذه الدوريات، إلى جانب روسيا وأوكرانيا حيث سيقتصر دورها على إجراءات المراقبة والرصد والتنسيق والاتصالات. وكانت إسرائيل تقدمت بطلب المشاركة في هذه القوة تقريبا قبيل الشروع العملي بتشكيلها عام 2001 لكن طلبها قوبل بالرفض. يذكر أن كافة أساطيل الحلف بما فيها الأسطول السادس الأمريكي تشارك في العمليات البحرية هذه التي تتضمن مراقبة الممرات المائية من جبل طارق إلى باب المندب إضافة إلى محاربة القرصنة في السواحل الصومالية. ويرى مراقبون أن انضمام إسرائيل إلى حلف الناتو سيكون الهدف من ورائه محاولة التقرب أكثر من الدول التي تقاطعها شكلا ومضمونا وترفض التطبيع معها وهذا من أجل توظيف كل إمكانياتها للجوسسة على تلك البلدان ومحاولة التغلغل في شؤونها الداخلية، خاصة وأن تل أبيب معروف عنها بإيفاد استخباراتها في كل مكان تحل به. ويتساءل نفس المراقبين عن سر اهتمام إسرائيل بمحاربة القرصنة التي تقف وراءها في غالب الأحيان، مبدين في نفس السياق تخوفهم الكبير من انضمام إسرائيل إلى حلف شمال الأطلسي خاصة في المياه المتوسطية لأن إسرائيل لا تدخل في منطقة دون أن تكون قد تأكدت من الاستفادة من هذا التغلغل، والأيام المقبلة كفيلة بالرد على هذا السؤال حسب ما يضيفه المراقبون الأمنيون في المنطقة.