"الناتو" متهم بالتحيز.. تحول الملتقى البرلماني "الأمن عن طريق الحوار"، الذي نظمه مجلس الأمة بالتعاون مع منظمة شمال حلف الأطلسي الذي اختتم مساء أمس، إلى جلسة عتاب وحساب، لممثلي حلف الناتو، من طرف البرلمانيين الجزائريين، الذين دعوا هذه المنظمة، إلى قليل من الحيادية في التعاطي مع قضايا الأمة، على الأقل، من أجل محو الصورة السيئة التي يحملها الجزائريون عنها. * انتقادات البرلمانيين الجزائريين، التي أحرجت كثيرا ممثلي الناتو في هذا الملتقى، ممثلا في شخص مفوضه العام بالجزائر، كلوديو بيزونيرو، ونائب رئيس المجموعة البرلمانية الخاصة ببلدان المتوسط، التابعة للحلف، الإيطالي، أنطونيو كابراس، جاءت على خلفية سياسة ومواقف الحلف المتوسطية، والتي رأوا فيها محاولة واضحة، لرفع الحصار عن دولة إسرائيل، وذلك بإشراكها في النشاطات التي يقوم بها الحلف إلى جانب الدول العربية المتوسطية، وكذا دعوة مفوض الحلف الأطلسي، البرلمانيين المحليين، إلى تلميع صورة هذه المنظمة لدى المواطن الجزائري. * وبرز من بين المتدخلين، النائب صخرية جفال، التي ردت على دعوة كلوديو بيزونيرو، بالقول إن صورة الحلف الأطلسي لدى الجزائريين، لازالت محفورة بموقف هذا الحلف الداعم للجيش الفرنسي، كقوة محتلة لشعب أعزل خلال الثورة التحريرية. وقالت النائب، إن هذا الموقف، ما انفك يترسخ من يوم لآخر، بسبب "استمرار هذه السياسية إلى أيامنا الراهنة، حتى وإن تغيرت الظروف والمعطيات"، مشيرة في هذا الصدد، إلى طبيعة تعاطي حلف الناتو مع القضية الفلسطينية، والتي وصفتها بغير المقبولة، داعية بالمناسبة قيادة الناتو، إلى تجسيد الوعود التي ما انفكت تطلقها. * من جهة أخرى، رد برلمانيون على عبد الكريم حرشاوي، نائب التجمع الوطني الديمقراطي، الذي دعا في مداخلة له، إلى توسيع التعاون بين الجزائر والحلف الأطلسي، والتي جاءت استجابة لدعوة المفوض العام للناتو، الجزائر للمشاركة في دوريات بالبحر الأبيض المتوسط، لمحاربة الإرهاب، واعتبروها انسياقا وراء مساعي قيادة الحلف، لفك الخناق العربي المضروب على الدولة العبرية، بعدما فشل مشروع برشلونة في تحقيق هذا الهدف، الأمر الذي دفع حرشاوي لتوضيح موقفه، قائلا بأن ما كان يقصده هو "توسيع التعاون الفردي وليس الجماعي مع حلف الناتو". * وأمام هذا الجدل، لم يجد نائب رئيس المجموعة البرلمانية الخاصة ببلدان المتوسط التابعة للحلف الأطلسي، ما يرد به على المنتقدين لمواقف وسياسات الناتو، سوى قوله بأنه "من الخطأ عدم المشاركة في العمليات البحرية، أكتيف إنديفور، بسبب الحضور الإسرائيلي"، وتابع "أعتقد أن المشاركة من شأنها المساعدة على تخطي الفوارق والخلافات، وهذا هو الهدف الذي نسعى إلى تحقيقه.. إن الهدف من الحوار الذي نسعى للتأسيس له وإنجاحه، هو خلق وضع يمكن من خلاله لأي دولة من الدول، بغض النظر عن ديانتها وعرقها، أن تعيش في استقرار وسلام".