أعرب الدكتور عثمان سعدي عن استيائه إزاء سياسة الفضائيات العربية والتي اتجهت أغلبها إلى دبلجة مختلف الأعمال الأجنبية، وخاصة منها التركية إلى لهجاتها المحلية . حيث وصف سعدي الأمر بالجريمة التي أدت إلى معاداة اللغة العربية الفصحى، ومؤامرة كبرى ضد لغة الضاد، موضحا أن هذا وجه من أوجه الاستعمار الذي اكتشف منذ مدة طويلة أن اللغة العربية أخطر شيىء في الوطن العربي واقوى رابط يجمع بين العرب ''لهذا عمل الاستعمار على تدمير هذا الرابط وهذه الدبلجة في كثير من الأحيان تسعى لخلق الاختلاف عن طريق نشر اللهجات بمختلف الأقطار العربية ومحاولة إبراز لهجاتها الخاصة من خلال عرضها لمثل هذه الأعمال، ويظلوا يرمون بالعربية عرض الحائط فهي بمثابة اتفاقية كامب ديفيد ثانية''. على صعيد آخر ،كشف الدكتور عثمان سعدي للحوار انه بصدد وضع الرتوشات الأخيرة لكتابه الجديد والخاص بالشعر الملحون في الجزائر، حيث ضمنه رسالة بلسان الشيخ البشير الإبراهيمي، والتي نقلها عنه عثمان سعدي عام 1959 وكلها شعر ملحون للإبراهيمي، لكن يقول سعدي ضاعت مني الرسالة، وفي احد الأيام بينما انا منهمك في قراءة احد كتبي إذ وجدتها بين الصفحات، فقررت أن أصدرها في كتاب حتى يتمكن الناس من معرفة الوجه الآخر للعلامة الإبراهيمي تحت عنوان ''الموروثات الشعرية والأدب الملحون في الجزائر تحقيق عثمان سعدي''. وأوضح سعدي بالمناسبة أن الكتاب سيضمنه موقف الإبراهيمي من الشعر الملحون . كما أعرب محدثنا عن رغبته في جمع ما قاله المداحون في عهد الاستعمار'' فغياب الصحافة في ذلك الوقت أدى إلى عدم توثيق هذه الأقوال البالغة الأهمية، والتي كانت تعبر حسبه عن آراء الشعب''.