لا تزال قضية اختطاف الرهائن الإسبان في مالي معقدة ولا تدعو على التفاؤل على الإطلاق، خاصة و''أن الحكومة الإسبانية لازالت تلتزم الصمت في هذا الأمر، في ظل تمسك الإرهابيين بمطالبهم'' هذه بعض الإفادات التي أدلى بها الوسطاء الذين يشتغلون مع الجماعات الإرهابية من أجل الإفراج عن المختطفين الإسبان. وحسب نفس المصادر التي أكدت أن قضية الإفراج عن الإسبان بات أمرا صعبا في ظل تعنت الجماعات الإرهابية، فإن عناصر القاعدة لديها إستراتيجية واضحة من منطلق أن الإرهابيين يريدون زيادة التوتر في إسبانيا من خلال التزامها الصمت. في هذه الأثناء تواصلت الضغوطات الداخلية على حكومة مدريد، حيث باشر الأعضاء المنتدبون من خلال تجنيد العشرات من المدارس والثانويات والمعاهد التابعة لمدينة برشلونة والمنطقة الحضرية من أجل الوقوف دقيقة صمت للتضامن مع الرهائن والمطالبة بالتسريع بإطلاق سراح اثنين من الرهائن المختطفين في موريتانيا من قبل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الذي لا يزال يحتفظ بألبرت فيلاتا وروكي باسكوال. وفي هذا الصدد قال المتحدث باسم المنظمة غير الحكومية، جوزيب رامون جيمينيز، ''لسوء الحظ، ليس لدينا أي أخبار من الشركاء منذ الإفراج عن أليسيا''، وأكد جيمينيز إن عائلات المختطفين تتحدث بشكل شبه يومي مع وزيرة الدولة للتعاون، ثريا رودريغيز، ولكن يبدو أنها لا تستطيع أن تنقل الكثير من المعلومات. ودعا جيمينيز للحفاظ على ثقة أن إجراءات الإفراج عنهما باسكوال المضي قدما لأنه ''هو ما تحصل عليه''، كما أنها لا تملك معلومات ومع كل أسبوع يمر أنها تتضاءل. وفي سياق متصل كان وزير الخارجية الإسباني قد أكد أن مدريد تعمل بشكل دائم لحل أزمة رهائنها المختطفين من قبل قاعدة المغرب العربي في موريتانيا، معترفا أن قضية الاختطاف أخذت وقتا طويلا جدا خاصة بالنسبة لعائلات الرهائن ومن أجل هذا الأمر يقول الوزير نحن نعمل كل يوم من أجل الإفراج عن الإسبانيين بعد أن تم الإفراج عن الرهينة الإسبانية الشهر الماضي. ويأتي هذا التشاؤم في وقت أعلن عن الإفراج الرسمي عن الرهائن الإيطاليين، وهو الأمر حسب المتتبعين الذي سيزيد من تعقيد وضعية اسبانيا التي لا تزال لحد اليوم في موقف لا تحسد عليه كونها البلد الوحيد لحد الساعة الذي لم يمكن رعاياه من الإفلات من قبضة القاعدة.