تمر اليوم ستة أشهر كاملة على اختطاف الرعايا الإسبان في موريتانيا في 29 نوفمبر الماضي، من قبل الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الصحراوي، ويتعلق الأمر بروكي باسكوال وآلبرت بيلالتا الإسبانيان ومع مرور كل هذا الوقت عملت الاستخبارات الأسبانية بالتنسيق الوثيق مع الاستخبارات الفرنسية لإدارة المساعي الرامية إلى تحرير الرهائن الأوربيين. وتحدثت أنباء طوال هذه المدة عن طلب القاعدة المتمثل في دفع تطلب 7 ملايين دولار للإفراج عن رهائن إسبان محتجزين في مالي والإفراج عن 20 سجينا من مالي على رأسهم أبو معاذ الأفغاني مقابل الإفراج عن سنة أوروبيين اختطفهم نفس التنظيم خلال الشهر القليلة الماضية. ومن أجل هذا كانت اسبانيا قد شاركت لأول مرة في المناورات الأطلسية الساحلية بقيادة القوات الأمريكية في إفريقيا بمشاركة 6 جيوش 6 دول من المنطقة هي النيجر، مالي، بوركينا فاسو، موريتانيا، السنغال تشاد ونيجيريا. وهي المناورات التي ضمت 600 جندي أمريكي و150 عسكري من دول أوروبية ضمن الحلف الأطلسي بمعية 450 ضابط وصف ضابط في جيوش النيجر، مالي، بوركينا فاسو، موريتانيا، السنغال، التشاد ونيجيريا من أجل الحصول على المعلومات السرية في المنطقة، لكن نفس المصادر أكدت أن مشاركة الجيش الإسباني في المناورات متعددة الجنسيات خارج حلف شمال الأطلسي هو أمر غير عادي واستثنائي. وفي سياق ذي صلة أكدت مصادر تشتغل على ملف الأمن في منطقة الساحل أن مشاركة اسبانيا في هذا الوقت بالذات جاء من أجل البحث عن كل الحلول التي من شأنها أن تعجل بالإفراج عن رهينتيها المختطفتين من قبل الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والتي طال اعتقالها في معاقلهم في منطقة الساحل . وإذ يعزي مراقبون أمنيون مشاركة مدريد بالدرجة الأولى إلى قضية اختطاف رعاياها يؤكدون أن دخول اسبانيا في المنطقة من خلال هذه المناورات أيضا من أجل إظهار أن اسبانيا لازالت بخير خاصة بعد الانتقادات الداخلية قبل الخارجية لها بفشلها في الإفراج عن رعاياها المختطفين، لاسيما مع نجاح فرنسا في تحرير بيار كامات من قبضة الجماعات الإرهابية، وأنها قوة عسكرية يحسب لها ألف حساب أيضا. يأتي هذا في وقت توقف تنظيم القاعدة عن الحديث في شأن باقي الرعايا الأوروبيين، روكي باسكوال وآلبرت بيلالتا الإسبانيان، وسرجيو شيكالا الإيطالي وزوجته الإيطالية من أصل بوركنابي فيلومان كابوري ''39 عاما''، والفرنسي المختطف مؤخرا في النيجر ''جرمانو'' الذين خطفوا في موريتانيا في 29 نوفمبر و18 ديسمبر من العام الماضي على التوالي، وتوقفت المفاوضات بعد أن غادرت الرهينة الإسبانية، مكان احتجازها شمال مالي وتوجهت إلى واغادوغو، حيث استقبلتها السلطات البوركينابية ومسؤولون إسبان. وإثر ذلك طالب التنظيم بالإفراج عن إرهابيين مفترضين معتقلين بالسجون الموريتانية، من أجل إطلاق سراح باقي الرعايا، علاوة على دفع فدية قدرها 7 ملايين أورو لإطلاق سراح الرعايا الإسبانيين، غير أن موريتانيا أكدت رفضها لذلك، بعد أن سحبت سفيرها بمالي التي أفرجت عن أحد الموريتانيين الذي كان يقبع بالسجون المالية، استجابة لمطلب أتباع دروكدال من أجل إطلاق سراح الرعية الفرنسي بيار كامات، في 23 فيفري الماضي، حيث أبلغ التنظيم أحد الوسطاء المكلفين بالمفاوضات، إصراره على الإفراج عن عدد غير محدد من المعتقلين المحسوبين على التنظيم في سجن نواكشوط من ضمنهم الطيب ولد السالك، فضلا عن فدية مالية من أجل إطلاق سراح بقية الرهائن.