أجرى وزير الخارجية الإسباني اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني مهنئا إياه بإطلاق سراح مواطنيه اللذين كانا قد اختطفا في موريتانيا نهاية السنة الماضية. وحسب ما أفادت به وكالة الإنباء الإسبانية أمس فإن وزير الخارجية الإسباني أكد لنظيره الإيطالي أهمية الإفراج عن الرعايا الإيطاليين في انتظار الإفراج عن الرعايا الأسبان الذي قال بشأنهم أن ''اسبانيا تعمل بعيدا عن الأضواء من أجل تحرير الرهائن الأسبان، موضحا تواصل العمل بشكل مكثف '' لتأمين الإفراج عن اثنين من المواطنين الاسبانيين. وحسب ما يشير إليه المتتبعون للقضية فإن اتصال موراتينوس بنظيره الإيطالي الذي كان في الظاهر من أجل التهنئة هو في الباطن من أجل الوصول إلى وصفة روما في تحرير الرهائن، وقد دار بينهما كلام خفي عن سر إطلاق سراح الرهائن الإيطاليين، وكيفية تعامل روما مع الوضع، حتى تنتهج مدريد نفس النهج في التعامل مع القضية.وتشير نفس المراجع إلى أن دفع الفدية التي كانت ايطاليا قد قدمتها إلى عناصر القاعدة وهو الظن الأقرب إلى الحقيقية هو ما ستسلكه اسبانيا في هذا المجال، خاصة في ظل تعنت الجماعات الإرهابية وإصرارها على تحقيق مطالبها القاضية بدفع الفدية وإطلاق سراح معتقليها في السجون الموريتانية.ويعزي مراقبون هذا الأمر إلى تقارب البلدين ووجود المعتقلين لدى نفس العناصر الإرهابية، لهذا فإن سلوك نفس المنهج سيكون المخرج الوحيد لإطلاق سراح الرهائن الإسبان الذين طال الأمد بهم عند الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل.يأتي هذا الأمر في وقت أكد فيه الوسطاء الذين يشتغلون على الملف تشاؤمهم من وضعية الرهائن الإسبان ووصول المحادثات مع القاعدة إلى درجات عسيرة، و التي أكدت أن قضية الإفراج عن الرهائن الإسبان بات أمرا صعبا في ظل تعنت الجماعات الإرهابية التي تملك إستراتيجية واضحة من منطلق أن الإرهابيين يريدون زيادة التوتر في إسبانيا من خلال التزامها الصمتوفي سياق متصل كان وزير الخارجية الإسباني قد أكد أن مدريد تعمل بشكل دائم لحل أزمة رهائنها المختطفين من قبل قاعدة المغرب في موريتانيا، معترفا أن قضية الاختطاف أخذت وقتا طويلا جدا خاصة بالنسبة لعائلات الرهائن، ومن أجل هذا الأمر يقول الوزير نحن نعمل كل يوم من أجل الإفراج عن الإسبانيين بعد أن تم الإفراج عن رهينة إسبانية الشهر الماضي، وباتت وضعية اسبانيا اليوم معقدة وفي وضعية لا تحسد عليه كونها البلد الوحيد لحد الساعة الذي لم يتمكن رعاياه من الإفلات من قبضة القاعدة.