أبدى المجاهد ياسف سعدي تحفظا كبيرا و احتراما أكبر لشخصية المجاهدة ''جميلة بوحيرد'' التي طالبت رئيس الجمهورية منذ أشهر بمراجعة معاشات المجاهدين والمجاهدات في إطار تحسين أوضاعهم الاجتماعية، موضحا بأنه من غير المعقول أن يكون مبلغ 50 مليون سنتيم الذي تمنحه الدولة الجزائرية لإطارت ثورة 54 غير كاف و أنه من غير المنطقي أن يطالب المجاهدون برفع معاشاتهم إلى أكثر مما هي عليه اليوم وإلا أصبح الأمر طمعا . وفي ذات السياق قال سعدي بأنه لا يقصد جميلة بوحيرد من خلال هذا الكلام لأنها بطلة حقيقية، خدمت الثورة وقدمت زهرة شبابها للجزائر وهي التي قدمت منزلها للمجاهدين بالقصبة، وكانت تساعدهم في صنع القنابل اليدوية ونقل الرسائل والأسلحة، إلى أن تم القبض عليها بعد أن أصابها خطا أسفل كتفها وهي محاصرة من طرف القوات الفرنسية. و قال سعدي '' الثورة انتهت واليوم كل واحد منا يعيش حياته، وليس من حق أي كان أن يحاسب الأخر عن تصريحاته وتصرفاته لان كل إنسان مسؤول عن تصرفاته ''. ويعود سعدي ليوضح أن :'' لو أن جميلة بوحيرد كانت قد اخطات خلال الثورة لشنقتها بيدي. ولكن بعد الثورة أصبح لكل حياته الخاصة و التي ليس من حق أي كان التدخل فيها''. و أوضح سعدي بأنه و رغم كونه لا يحب التعليق على رأى بوحيرد إلا انه يؤكد بان اغلب من قاموا بالثورة قد ماتوا و لم يتركوا شيئا من أثرهم يدل على أنهم مروا على الثورة كأبطال .'' بعد أكثر من نصف قرن من الاستقلال قال سعدي: هنالك أشخاص يدعون أنهم شاركوا في الثورة وعليه لابد من وضع حد لهؤلاء''الحركة'' الذين يدّعون اليوم أنهم كانوا مجاهدين''. '' اعرف الكثيرين منهم لكنني لا أريد أن اجرح مشاعر أولادهم وأحفادهم لان الأمر غاية في الحساسية''يضيف سعدي. و أكد سعدي في هذا الصدد بأنه سيبقى يطالب بمراجعة عدد الشهداء والمجاهدين وبأنه سيظل يجوب مدارس الجزائر وجامعاتها في إطار توضيح حقائق تاريخية يسعى الكثيرون إلى تزويرها.