تزامنا مع إحياء آلاف الأرمن حول العام ذكرى ما يقولون إنها ''إبادة'' تعرضوا لها خلال السنوات الأخيرة من عمر السلطنة العثمانية ما بين 1915 - ,1917 وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما رسالة أحيا فيها ذكرى ''مذابح الأرمن''. وأضاف أوباما في رسالته أن الشعبين التركي والأرمني سيكونان أقوى عندما يعترفان بتاريخهما المشترك، قائلا ''أنا مرتاح للحوار بين الأتراك والأرمن وفي داخل تركيا حول هذا التاريخ الأليم''، ورحب بالحوار بين الأتراك والأرمن حول ما اعتبره أفدح الجرائم البشعة في القرن العشرين، إلا أنه لم يستعمل عبارة ''إبادة''، واعتاد الرؤساء الأمريكيون نشر رسالة في ذكرى ما يطلق عليه مذابح الأرمن من دون استخدام عبارة ''الإبادة''. واللافت للانتباه أن إحياء الذكرى الخامسة والتسعين ل''مذابح الأرمن'' تزامن مع مبادرة خرجت من داخل تركيا ودعت خلالها جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان وكذلك مفكرون أتراك إلى سلسلة من التظاهرات في اسطنبول لإحياء ذكرى ما أطلقوا عليه ''النكبة الكبرى '' بدلا من استعمال عبارة ''الإبادة''، وأحيا نشطاء حقوق إنسان ومثقفون أتراك بالفعل هذه الذكرى عبر تنظيم اعتصام أمام محطة حيدر باشا للقطارات في مدينة اسطنبول. وكانت المحطة مسرح أولى عمليات ترحيل الأرمن من المدينة في 24 أفريل 1915 بعد إلقاء القبض على 220 من المفكرين والشخصيات الأرمنية في اسطنبول، وكانت تلك بداية ما يقول الأرمن إنها مذابح تعرضوا لها خلال العامين التاليين، ونظم فرع اسطنبول لمنظمة حقوق الإنسان هذا الاعتصام تحت شعار ''حتى لا يتكرر ذلك أبدا''. ومنعت الشرطة تجمعا مناهضا كان بينهم دبلوماسيون سابقون يرفعون العلم التركي من الاقتراب من التظاهرة. ووقع المشاركون في الاعتصام على عريضة قالوا فيها ''هذه المعاناة معاناتنا التي نعيش بها جميعا، هذا الألم ألمنا، هذا الحزن حزننا، في 24 أفريل 1915 بدأ الأرمن يتعرضون للترحيل، لقد فقدناهم، الكارثة الكبرى التي تجثم على ضمائرنا قائمة بكل ثقلها''. ويعتبر الأرمن أن 1.5 مليون من ذويهم قتلوا على يد الأتراك العثمانيين خلال عمليات مذابح وترحيل بين 1915 و1917 فيما لا تعترف تركيا سوى بمقتل ما بين 300 إلى 500 ألف أرميني وتقول إنهم لم يقتلوا في حملة تصفية بل راحوا ضحية الفوضى التي سادت آخر سنوات الإمبراطورية العثمانية قبل سقوطها، وإن عددا مماثلا من الأتراك المسلمين قتلوا أيضا خلال قتال القوات العثمانية للجيوش البريطانية والفرنسية والروسية وقمعها انتفاضات في العالم العربي، يذكر أنه في عام ,1993 أغلقت تركيا حدودها مع أرمينيا بسبب النزاع الذي نشأ بين أرمينيا وجمهورية أذربيجان حول إقليم ناجورني كاراباخ الذي يتكلم سكانه باللغة التركية.