أبدت تركيا استياءها لبيان للرئيس الأميركي باراك أوباما وصف ما وقع للأرمن أواخر الدولة العثمانية ب"أحد أكبر فظائع القرن العشرين"، رغم أنه لم يستعمل لفظ "إبادة" الذي يثير حساسية شديدة في أنقرة.ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن الرئيس عبد الله غل قوله في بلغاريا إنه كان على أوباما التعاطف مع "مئات آلاف الأتراك والمسلمين" الذين قتلوا في الفترة نفسها ف"يجب مشاركة كل إنسان ألمه".وأضاف "لا يمكن للسياسيين ورجال الدولة اتخاذ قرارات بشأن أحداث تاريخية"، في وقت دعت فيه الخارجية التركية إلى "تقييم التاريخ المشترك للأمتين التركية والأرمنية فقط عبر المادة المحايدة والعلمية"، لكنها رحبت بدعم أوباما لأنقرة، وبجهود أرمينيا لرأب الصدع. وانتقدت المعارضة التركية بيان أوباما، وقال زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي إنه قاس وغير مقبول. ووصف بيان للبيت الأبيض أمس في الذكرى ال94 لبدء الأحداث ما وقع " ب"الكارثة الكبرى"، ودعا تركيا وأرمينيا إلى "اعتراف كامل وصريح وعادل بالحقائق"، مما يلتقي مع دعوة أنقرة إلى أن يترك للمؤرخين أمر التدقيق في ما جرى. وقال أوباما إن موقفه لم يتغير، وأشاد ب"حوار شجاع ومهم" بدأته تركيا وأرمينيا، في إشارة إلى إعلان البلدين الأربعاء رسم خريطة طريق لتطبيع العلاقات.وكانت تركيا سباقة في الاعتراف باستقلال أرمينيا في 1991، لكنها لم تقم علاقات دبلوماسية معها وأغلقت الحدود المشتركة في 1993، لتأييدها أذربيجان بقضية ناغورني قره باغ ولجهود ييريفان لتسجيل ما أصاب الأرمن على أنه "إبادة"، وهو توصيف أقره البرلمان الأوروبي وبلدان كفرنسا وكندا.وتتحدث تركيا عن ربع إلى نصف مليون من الأرمن والأتراك على حد سواء قتلوا في حرب أهلية، وترفض لفظ "إبادة"، وتتهم الأرمن بقتل أتراك كثيرين في انحيازهم إلى الجيوش الروسية الغازية.وحذرت تركيا -أول بلد يزوره أوباما هذه الشهر وأحد أكبر حلفاء واشنطن-، مرارا من أن تمرير الكونغرس قانونا يصف الأحداث ب"إبادة"، ويضغط من أجله اللوبي الأرميني، سيضر بالعلاقات الأميركية التركية. لكن رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، أصدرت بيانا أكدت فيه موقفها القديم من القضية، قائلة "لقد أزف منذ زمن بعيد وقت اعتراف الحكومة الأميركية رسميا بالإبادة الأرمنية".واتهمت الجمعية الأرمنية الأميركية أوباما بالتنكر لوعد قطعه عندما كان مرشحا قال فيه إنه لن يتراجع عن استعمال توصيف "إبادة". أما تحالف أتراك أميركا، وهو منظمة تعمل على تنمية العلاقات الأميركية التركية، فأشاد بدعوة أوباما إلى "ترك المجال للمؤرخين ليفضوا النزاع حول أحداث 1915-1918"، واعتبر البيان رسالة مفادها أن واشنطن "لن تضحي بحلفائها الإستراتيجيين على المدى الطويل من أجل مكاسب سياسية قصيرة المدى.