في محاولة لتعزيز حملة حزب العمال الانتخابية المتعثرة، ناشد رئيس الحكومة الأسبق توني بلير الناخبين الحكم على خليفته زعيم الحزب جوردون براون بناء على سياساته وليس شخصيته. ولم يقم بلير، الذي قاد الحزب الى النصر في ثلاثة انتخابات متتالية قبل تنازله عن الحكم لصالح براون عام ,2007 بدور كبير في الحملة الانتخابية الى الآن.ومع تمتعه بالجاذبية الشخصية التي يشعر كثيرون بأن براون يفتقر اليها، ما زال البريطانيون بشكل عام ومؤيدو حزب العمال بشكل خاص ينظرون اليه بوصفه شخصية مسببة للشقاق. وقال بلير لدى زيارته مركزا صحيا في العاصمة لندن: ''لحزب العمال فرصة قوية بالفوز، وستزداد حظوظنا بالفوز اذا ركزنا على سياساتنا.''وأجاب رئيس الحكومة السابق ردا على سؤال عما اذا كان براون قد اخفق في ايصال رسالته للناخبين في المناظرات المتلفزة الثلاث التي شارك فيها الى جانب زعيمي حزبي المحافظين والديمقراطيين الاحرار: ''لا اعتقد انه اخفق بالمرة. اذا استمع الناس إلى زبدة ما قاله سيخلصون الى انه شخص متمكن من تفاصيل القضايا تماما''. ولا يخلو قرار اشراك بلير في الحملة الانتخابية من المحاذير، فبينما يصفه مؤيدوه بأنه واحد من أفضل من قادوا حزب العمال، يقول منتقدوه إنه شخصية انتهازية ضحلة وانه ضحى بمبادئه السياسية في سبيل السلطة. وكان بلير قد خسر الشعبية القوية التي كان يتمتع بها عندما قرر المشاركة في الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق، رغم المعارضة الشعبية الواسعة لتلك الحرب. وقد اتهم بلير لاحقا بتضخيم الأدلة التي بنى عليها حجته لخوض الحرب على العراق. يشار إلى أن قادة الأحزاب السياسية الرئيسية في بريطانية اختتموا مناظرتهم التليفزيونية الثالثة والأخيرة والتي أقيمت في مدينة برمنجهام قبل أسبوع من موعد الانتخابات العامة المقررة في السادس من ماي. وركزت المناظرة التي استمرت 90 دقيقة على موضوعات الاقتصاد والهجرة والإسكان وإصلاح النظام السياسي والتعليم والضريبة وترشيد الإنفاق الحكومي.وأجاب كل من رئيس الوزراء وزعيم حزب العمال جوردون براون، وديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين، ونيك كليج زعيم الديمقراطيين الأحرار على أسئلة طرحها أشخاص مختاريين من بين الحضور.وطالب براون الناخب البريطاني بعدم المخاطرة بالتعافي الاقتصادي عبر وصول حزب المحافظين منفردا أو بالتحالف مع الديمقراطيين الأحرار إلى السلطة.وقال زعيم حزب العمال الذي يحل ثالثا في غالبية استطلاعات الرأي إن تحالف المحافظين والديمقراطيين الأحرار قد يؤدي ''للمجازفة بالتعافي الاقتصادي''.إلا أن ديفيد كاميرون رد عليه قائلا ''إن رئيس الوزراء يسعى لإخافة الناخبين من التغيير، وأن حزب المحافظين قادر على انجاز التغيير الذي تحتاجه البلاد''.وفي بداية المناظرة، قال براون إنه ''يعلم الكيفية التي يجب أن تتم فيها إدارة الاقتصاد في الزمن الصعب''.وفي المقابل وعد كاميرون بأن يتم انفاق المال العام بالطريقة المثلى واتخاذ إجراءات صارمة ضد البنوك لمنع تكرار الأزمة المالية وعدم التخلي عن العملة البريطانية المستقلة لصالح العملة الأوروبية الموحدة.وأخيرا وعد نيك كليج بالسعي لنظام ضريبي أكثر عدالة كما قال أنه يؤيد خطة المحافظين باتخاذ خطوات ضد المصارف بما في ذلك منع إعطاء علاوات كبيرة لموظفي البنوك.إلا أن جوردون براون قال إن فرض قيودا على علاوات موظفي البنوك سيتطلب اتفاقا دوليا واسعا وذلك لمنع انتقال البنوك من بريطانيا إلى دول أخرى في حال فرضت لندن هذه القيود بشكل منفرد.وكان الزعماء الثلاثة اتفقوا على إجراء ثلاث مناظرات قبل حلول موعد الانتخابات العامة.