تسعى بعض الجهات التركية إلى تحويل كتاب '' أحمد باي'' إلى فيلم سينمائي يسلط الضوء على الأبعاد التاريخية والإنساني ل ''أحمد باي'' في غياب أي مباردة جزائرية في اتجاه توثيق المسار النضالي لهذه الشخصية ذات البصمة البارزة في التاريخ الجزائري. تأتي محاولات الطرف التركي في ظل غياب أي اهتمام من الجانب الجزائري من شانه فتح باب التأويل والتحريف على مصراعيه. وقد علمت ''الحوار'' من مصادر مطلعة بان مجموعة من أساتذة التاريخ بتركيا كانوا قد أبدوا تحمسا كبيرا تجاه الدراسة الأكاديمية التي ستصدر خلال الأيام القليلة القادمة عن دار الحكمة وعرضوا ترجمتها إلى التركية، ليتم تحويل الكتاب إلى سيناريو فيلم تاريخي ملحمي. يقع الكتاب في 450 صفحة، يسلط الكاتب الضوء فيه على أبرز المحطات في حياة احمد باي ''بايلك الشرق''، يتعلق الجانب الأول بشخصية أحمد باي كرجل دولة قام بإنشاء القضاء، التعليم، الإدارة، وكل المؤسسات التي تجعل من بايلك الشرق دولة قائمة في حد ذاتها. والجانب الثاني متعلق بشخصية الباي كرجل مقاومة كان له الفضل في توحيد قبائل الشرق الجزائري، والانطلاق بهم إلى المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي، على أساس أنها أطول مقاومة في تاريخ الثورات الشعبية. وقد اعتمد مؤلف الكتاب بوعزة بوضرساية خلال إعداده للدراسة على الأرشيف الفرنسي، وكتابات المؤرخين الفرنسيين، إضافة إلى بعض الإسهامات الجزائرية والتونسية من كتب ومذكرات في هذا المجال ، نظرا إلى ندرة المصادر التاريخية الجزائرية التي تناولت شخصية أحمد باي حيث استغرق في انجاز العمل مدة تتجاوز ال 18 عاما. ورغم أهمية هذا العمل التاريخي فقد أبدى المخرجون الجزائريون رفضهم الاشتغال عليه بسبب غياب الدعم المادي لمثل هذه الأعمال التاريخية المكلفة والتي تحتاج إلى إمكانيات ضخمة، على غرار فيلم الأمير عبد القادر الذي لايزال حبيس أدراج المسؤولين للأسباب نفسها. وهو ما جعل السيناريست يبدي مخاوفه من أن يتم تأويل بعض الحقائق التاريخية الواردة في السيناريو من قبل الجانب التركي، خاصة تلك المتعلقة بأصل الباي الذي يظن كثيرون بأنه تركي، في الوقت الذي يظهر الكتاب انه من أصول جزائرية . من الطرائف التي سترد في السيناريو رحلة أحمد باي إلى مكة مرورا بمصر حيث التقى بمحمد علي باشا، ثم إلى مصر رفقة أبنائه طوسون باشا، وإبراهيم باشا، وكانت مناسبة الترحيب بأحمد باي الذي لم يصل فيما بعد إلى سدة الحكم آنذاك فرصة لإجراء مسابقة الرماية بين الفرسان، حيث طلبوا منه المشاركة إلى جانب نجلي الوالي، فكان احمد باي الوحيد الذي أصاب الهدف ما أثار إعجاب الحضور بهذا الرجل الذي أعطى المصريين درسا في الفروسية الجزائرية. كما تم تدعيم الكتاب بخراط أصلية لمدينة قسنطينة وضواحيها في تلك الفترة، وهذا لتسهيل وضع تصميم مصغر للمدينة.