على هامش الأيام الدولية للفيلم القصير التي احتضنتها ولاية البليدة على مدار الأسبوع الفارط، وفي تصريح لجريدة ''الشعب''، أفاد المخرج الجزائري لمين مرباح بأن السينما الجزائرية تحتاج الى ميزانية مالية كبيرة والى دعم قوي من طرف الحكومة، لأن إعطاء السينما أهمية يحقق لها دفعا الى الأمام. كما أن السينما الجزائرية تخضع الى السياسية التوجيهية للدولة، وهذا ما يجعلها تواصل مسيرتها بصعوبة. تعاني ايضا السينما الجزائرية من مشكل السناريو، هذا الأخير يعتبر مشكل عالمي، والسبب في ذلك أضاف ذات المتحدث هو أن الجزائر كوّنت مخرجين ومصورين ومهندسين لكنها لم تكوّن كتّاب سيناريو، كما ان تكوين كتّاب السيناريو ليس بالأمر الهيّن، أضف الى ذلك كون الجزائر لا تملك معاهد او جامعات مختصة في كتابة سيناريو او الاخراج السينمائي عموما، فالجزائر تملك هواة فقط. لمين مرباح وفي السياق ذاته، كشف بأن جمعية المخرجين المهنيين بالجزائر الذي يعتبر أحد أعضائها، تعكف حاليا على تنظيم تكوين لكتاب السيناريو، وذلك على مدار ثلاثة أسابيع، التربص الذي شرع فيه مؤخرا، والذي يعتبر كبداية أولى، موجه الى كل من له خبرة سابقة في الكتابة السينمائية، وهذا قصد تغذية هذه الموهبة والوصول بصاحبها الى الاحترافية، وبعد ذلك تقوم الجمعية بانتقاء بعض الكتاب منهم، وفي الوقت ذاته لا يمكننا يقول مرباح ان نعتبرهم ككتّاب سيناريو محترفين لكن فقط لاكتشاف مدى استعدادهم لخوض غمار التأليف السينمائي، أم لا. وعن أسباب تطور أي سينما وترقيتها قال المخرج انه ينبغي ان يكون الساهرون على قطاع الثقافة والفن يملكون ثقافة سينمائية، و هذا حتى تسهل عليهم المهمة من جهة، وكذا تقديم الأفضل للسينما من جهة ثانية. وأمام غياب معهد للتكوين في الصناعة السينائية بالجزائر، أفاد المخرج لمين مرباح بأن السينما والفن عموما، ينبغي إدراجهما في المقررات والمناهج الدراسية للطلبة في الثانويات والمؤساسات التعليمية، فالطالب يجب أن يطلع على الموسيقى والرسم والمسرح والسينما، وهذا قصد اكتساب ثقافة فنية تؤهله لتغذية موهبته فيما بعد، فالمواهب في حال الابداع الفني والسينمائي تبدأ منذ الصغر، كما أننا لانستطيع تكوين صنّاع السينما في معاهد عالية ابتداء من البكالوريا، كما أن الموهبة تحتاج الى دعاية واهتمام من صاحبها، فالطلبة عن طريق انخراطهم في النوادي السينائية، واحتكاكهم مع أساتذة مختصين في الميدان يستطيعون بلورة هذه الموهبة والوصول الى عالم الاحترافية، فالتلاميذ او الطلبة مثلما يناقشون نصا أدبيا، بامكانهم مناقشة فيلم سينمائي، فالفيلم ابداع مثله مثل النص. وتأسيس معهد خاص بالتكوين السينمائي في الجزائر سيخضع حتما لقانون الدراسات العليا والمكونون يشترط فيهم حمل شهادات عليا »ماجستير، دكتوراه«، لكن هناك مخرجين أجانب درسوا في معاهد أجنبية يضيف مرباح ولديهم شهادة مخرج لكنهم ليسوا دكاترة واذا حضروا للتدريس في الجزائر مثلا فهم مرفوضون بحجة عدم امتلاكهم للشهادة المطلوبة، وفي السياق ذاته أضاف ذات المتحدث بأنه ليس هناك أفضل من مخرج لتكوين مخرج آخر، فإدارة الفنانين خبرة والمخرج المكون يستطيع ان يكوّن الطلبة وينقل اليهم خبرته، فالمخرج السينمائي بخبرته المهنية لا يحتاج الى شهادة دكتوراه. وفي آخر تصريحه لجريدة ''الشعب'' كشف المخرج الجزائري لمين مرباح عن ميلاد مشروع سينمائي يلوح في الأفق، اذ اعرب انه في إطار التحضير لانتاج فيلم سينمائي تاريخي يسلط الضوء على الشهيد البطل »أحمد زبانة« اذ سيقف المخرج في فيلمه على جوانب هامة من حياة البطل، ولاسيما مسيرته النضالية التي خاضها دفاعا عن الوطن.