هو صانع السينما الثورية في الجزائر وأحد أبرز أعلامها الحاضر في الذاكرة الجماعية من خلال ''الأفيون والعصا'' و''الطاحونة'' و''مصطفى بن بولعيد'' وصولا إلى مشروع فيلم عن الشهيد كريم بلقاسم الذي يعمل على تحضيره. كشف المخرج القدير أحمد راشدي في لقاء خاص ب''البلاد'' بأن وزارة الثقافة لم تمنح إلى حد الساعة موافقتها حول سيناريو فيلمه الجديد الذي يتناول سيرة أحد رموز الثورة الجزائرية الشهيد كريم بلقاسم. حيث أكد راشدي بأن الوزارة أبدت تخفضا شديدا على مضمون السيناريو الذي كتبه بوخالفة أمازين وأنها ارتأت أن تعرضه على لجنة مؤرخين عوض لجنة القراءة التي يدخل في صميم تخصصها هذا الأمر على حد قوله، بسبب أن هذا السيناريو المعروض عليها منذ أكثر من أربعة أشهر، غير موافق لنمط الكتابة السينمائية المتعارف عليها والمعمول بها، مضيفا ''قلت لمسؤولي الوزارة أخبرونا بهذا النمط الذي تعملون به''. وهنا قال راشدي إن الوزارة طلبت من السيناريست إعادة كتابة السيناريو الذي قررت فيما بعد أن تعرضه على لجنة مؤرخين لإبداء رأيها حول مشروعية النص من عدمه. وأمام هذا الواقع تساءل محدثنا عن جدوى لجنة المؤرخين، مقترحا تنحية لجنة القراءة في وزارة الثقافة واستبدالها بلجنة مؤرخين مادامت غير منوطة بالمهمة الموكلة إليها. وعن تفاصيل الفيلم الجديد ''كريم بلقاسم''، قال المخرج أحمد راشدي إنه تناول شخصية هذا البطل من خلال المرحلة الممتدة من عام 1947 إلى غاية آخر يوم في ''اتفاقية إيفيان'' ليقول كلمته الشهيرة ''مهمة غير مكتملة''. وأكد راشدي بأن الفيلم الذي ينتظر إشارة الضوء الأخضر، سيصور بمنطقة القبائل والجزائر العاصمة وتونس ومنطقة ''إيفيان'' ومشاهد أخرى في مصر. وعن سبب اختياره لهذه الشخصية التاريخية مباشرة عقب شخصية ''مصطفى بن بلعيد''، يقول المخرج راشدي إن تاريخ هذا الرجل الذي يعد أحد رموز الثورة الجزائرية في منطقة القبائل قبل انطلاق الثورة وأثناءها، حافل بالتضحيات التي كلفته الحكم عليه بالإعدام من طرف سلطات الاحتلال الفرنسي. من ناحية أخرى، استبعد راشدي أن تتكفل وزارة الثقافة لوحدها بتمويل فيلم ''كريم بلقاسم'' في حال الموافقة عليه، ذلك أن الإمكانيات التي يتطلبها هذا العمل أكبر بكثير من قدرات الوزارة التي تقدم دعما محدودا لمثل هذه النوعية من الأفلام، على حد تعبيره قبل أن يضيف ''كانت مؤسسة الجيش الشعبي الوطني الجهة التي لجأت إليها في تصوير فيلم مصطفى بن بولعيد، وقد زودتني بعتاد عسكري هائل، وقال لي المسؤولون في الجيش سنعطيك ما تشاء من مقاتلات حربية ودبابات وغيرها''. راشدي يدعو إلى الاستثمار في القطاع ويؤكد: تومي ليست مجبرة على استحداث قانون جديد للسينما استغرب المخرج راشدي في سياق حديثه عن المشاكل التي يعاني منها قطاع السينما في الجزائر، عزوف رجال الأعمال والمؤسسات العمومية والخاصة عن دعم مشاريع إنتاج الأفلام وتمويلها في الوقت الذي تعتبر فيه السينما ثاني صناعة في الولاياتالمتحدة، مستشهدا بالفيلم الأخير للمخرج جيمس كاميرون ''أفاتار'' الذي حقق خلال الأسابيع الأولى من عرضه، أكثر من 800 مليون دولار. واعتبر محدثنا بأن الخلل في ''السينما الجزائرية''، مع تحفظه على هذه التسمية، يكمن في غياب سوق بالمفهوم التجاري لتغطية مصاريف الإنتاج، يضاف إلى ذلك افتقار الجزائر لقاعات عرض متخصصة التي تراجع عددها من 450 قاعة في سنوات الثمانينات وبداية التسعينات، إلى قرابة عشرين قاعة سينمائية فقط حاليا، وهو مؤشر خطير لا يبشر بالخير. كما استبعد راشدي أن تحل أزمة السينما الجزائرية باستصدار قانون جديد ينظم المهنة، وعبر عن ذلك بالقول ''المشكل ليس في القوانين ولسنا بحاجة إلى قوانين جديدة، فعلى مسؤولي القطاع العمل بالقانون القديم عوض الحديث عن مشاريع قوانين أخرى... المشكل هنا هو مشكل إرادة قبل كل شيء''، على حد تعبيره. أيمن السامرائي ليس من وظيفة السينما كتابة التاريخ أفلامنا أخطأت كثيرا في تصوير وقائع ثورة التحرير نفى المخرج أحمد راشدي أن تكون وظيفة السينما الثورية هي المساهمة في كتابة التاريخ، ذلك أن السينما أساسا تستمد مادتها منه مع توظيف وجهة نظر المخرج والكاتب إلى جانب العنصر التخيلي، مضيفا أن الفيلم السينمائي لا يجسد الواقع بكامل حقيقته لأنه أمر صعب كون الواقع يعتمد على الشمولية، وهذا ما لا يمكن تحقيقه من خلال التاريخ المحرف الذي يكتبه دائما المنتصر لا المغلوب مما يدفع بالمخرج إلى اللجوء لتوظيف الخيال في مثل هذه الأعمال. من ناحية أخرى، اعترف راشدي بأن عدد الأفلام التي أنجزت عن الثورة الجزائرية محدود جدا ولا يتجاوز العشرة أفلام لم تتمكن من نقل صورة الثورة بحق لعظمتها، كما أن تلك الأفلام كانت تصور المجاهدين كأنهم أصنام لا تخاف وجيش الاحتلال الفرنسي كجيش ضعيف وهو غير صحيح تماما. وهنا قال إن الفرنسيين أنجزوا أكثر من 93 فيلما عن قائد الحملة الفرنسية نابوليون بونابارت ولا زالون يؤكدون بأنهم لم يتوصلوا إلى غاية الآن لتصوير الثورة الفرنسية كما يجب. حسناء شعير حاتم علي لم يرشح لإخراج فيلم ''الأمير عبد القادر'' كذب المخرج أحمد راشدي ما تم تداوله مؤخرا عن ترشيح المخرج السوري حاتم علي لإخراج فيلم الأمير عبد القادر، مؤكد بأن هذا الكلام مجرد شائعات لا تستند إلى أي حقيقة وبأن السوري حاتم علي ليس مخرجا سينمائيا وإنما مخرج أعمال درامية تلفزيونية ولا يمكنه بأي حال من الأحوال إخراج ''الأمير عبد القادر''، قبل أن يضيف بأن المشروع السوري هو مجرد مسلسل تلفزيوني يتناول جانبا من حياة الأمير وليس الفيلم الذي راهنت عليه الدولة الجزائرية. وفي السياق ذاته، أكد صاحب ''الأفيون والعصا'' بأنه تلقى عرضا من الوصاية لإخراج فيلم الأمير عبد القادر ولكنه يرفض إخراجه في ظل عدم توفر كامل الإمكانيات والظروف التي من شأنها أن تسهل عملية تجسيد المشروع وإخراجه إلى النور، قبل أن يضيف بأن شخصية الأمير تحتاج إلى أكثر من فيلم واحد بالنظر إلى أهميتها التاريخية الكبيرة. كما اعتبر راشدي بأن سيناريو فيلم الأمير عبد القادر الذي اقترحه بوعلام بسايح أوغل كثيرا في التوثيق لحياة الأمير، في حين أن رواية ''الأمير.. مسالك أبواب الحديد'' لواسيني الأعرج ابتعدت كثيرا عن مسيرة وحياة مؤسس الدولة الجزائرية كونها أعطت حصة الأسد لرئيس الكنيسة الكاثوليكية بالجزائر ''دي بيش''، على حد تعبيره. حسناء شعير مهرجان وهران أهم من تظاهرة روتردام السينمائية في خرجة غير متوقعة، اعتبر المخرج أحمد راشدي بأن المهرجان الدولي للفيلم العربي الذي تستضيفه مدينة وهران سنويا، أهم وأكبر تظاهرة سينمائية متخصصة في الفيلم العربي كونها استطاعت في ظرف ثلاث سنوات استقطاب العديد من المخرجين العرب وعرض أحدث وأهم إنتاجات السينما العربية، إلى جانب توفره على لجان تحكيم تضم كبار المخرجين. وأكثر من ذلك، ذهب راشدي للتأكيد على أن مهرجان وهران أهم من مهرجان روتردام للفيلم العربي الذي تنظمه هولندا سنويا كون هذا الأخير ''سطحي وجانبي جدا ولا يعالج الأفلام العربية بعمق ويكتفي بعرضها فقط، كما أنه لا يمتلك الإمكانيات اللازمة''. ورغم هذا التفاؤل، رهن محدثنا نجاح مهرجان وهران بالاستمرارية والمزيد من العمل مستقبلا من أجل ترسيخه ليصبح في مصاف المهرجانات العالمية. من ناحية أخرى، اعتبر راشدي بأنه لا وجود لسينما عربية بمعنى الكلمة، وأن ما أنتجه العرب هو مجرد أفلام لأن السينما شيء آخر، ونفس الأمر ينطبق على الجزائر. أيمن. س جميع أفلامي ناجحة بنسبة 60 بالمئة ليس صحيحا أن الشباب يكرهون السينما الثورية أكد راشدي بلغة الواثق من نفسه بأن جميع أفلامه الثورية والتسجيلية المنجزة إلى يومنا هذا ناجحة بنسبة 60 بالمئة، واصفا نفسه هنا بالمتواضع الذي يعمل جاهدا على رفع هذه النسبة إلى 65 بالمئة. واستشهد صاحب ''الطاحونة'' هنا بفيلمه الأخير ''مصطفى بن بولعيد'' الذي اعتبر بأنه كان ناجحا بكل المقاييس بالنظر إلى رد فعل الجماهير العربية التي شاهدته. وأكد محدثنا بأن هذا العمل الثوري لم يقتصر فقط على نخبة معينة بل تجاوز ذلك إلى الشباب من الجيل الجديد الذين أبدوا إعجابهم بالفيلم، وهنا قال راشدي إنه يهدف من خلال أفلامه إلى رسم الشخصيات التاريخية للجيل الجديد حتى لا تنسى، مستذكرا في هذا السياق البطل الشهيد علي لابوانت الذي ما كان للشباب معرفته لولا فيلم ''معركة الجزائر''، على حد تعبيره حسناء شعير علواش فشل في معالجة ''الحرفة'' أدلى أحمد راشدي بدلوه في فيلم ''حراقة'' للمخرج مرزاق علواش وأكد بأنه شاهد هذا العمل مرارا لما كان رئيسا للجنة التحكيم في الدورة الأخيرة لمهرجان دبي السينمائي الدولي واعتبر بأن علواش لم يوفق إلى حد كبير في تصوير وجهة نظره التي قال إنه حر فيها، مضيفا أن عجزه عن تصوير الواقع دفعه إلى اللجوء للرمزية التي لاتعكس الواقع في كثير من الأحيان، ذلك أن كل الدراسات العلمية تؤكد بأنه إذا عجز المخرج عن تصوير الواقع فإنه يلجأ إلى الرمزية، كما جاء على لسانه. حسناء شعير