مظاهرة من أجل حرية الصحافة، لا يتوقف انتهاك حرية الصحافة وحقوق الرأي والتعبير على العالم الثالث كما كان يسود الاعتقاد حتى وقت قريب، بل أن الأمر يحدث حتى في تلك الدول التي توصف بأنها ''ديمقراطية'' وإن بشكل استثنائي وأقل عنفا، وهذا ما تؤكده الوقائع والممارسات، لاسيما بعد أحداث الحادي من سبتمبر 2001 وفي ظل ما يسمى ب''الحرب على الإرهاب''، حيث كانت حرية الصحافة وحقوق الرأي والتعبير أولى ضحايا هذه الحرب. في هذا السياق يشير تقرير معهد الصحافة الدولي إلى ما أسماه جريمة ''تمجيد الإرهاب''، في بريطانيا مثلا عقب تفجيرات لندن، وكذلك النقاش الدائر في الدول الأوروبية حول دور الإعلام في جعل الإرهاب ''أكثر راديكالية''، معتبرا ذلك مؤشرا رئيسيا في اختلال التوازن بين ''الأمن'' و ''حرية الصحافة''. كما لا تزال حماية سرية المصادر تشكل موضع نقاشات حادة في أوروبا والولايات المتحدة ومختلف مناطق العالم، لاسيما أمام اعتماد الرقابة على الأنترنت التي أصبحت ظاهرة عالمية وتحد جديد للرقابة على تدفق المعلومات.