واصل حزبا المحافظين والديمقراطيين الأحرار في بريطانيا محادثاتهما بشأن تشكيل حكومة ائتلافية بعد نتيجة غير حاسمة للانتخابات البرلمانية التي أجريت في 6 ماي وفاز فيها حزب المحافظين ولكن دون أغلبية مطلقة. وذكرت وسائل الإعلام البريطانية أن المفاوضات يمكن أن تمنح لحزب الديمقراطيين الأحرار فرصة تذوق طعم السلطة لأول مرة منذ عقود خلت. وكان زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار نيك كليج تحدث هاتفيا مع ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين واتفقا على ضرورة استكشاف المزيد من المقترحات لبرنامج إصلاح اقتصادي وسياسي. ويتوقع أن تركز المفاوضات بين الجانبين على عدة نقاط أبرزها إصلاح النظامين الانتخابي والضريبي، وقال كاميرون إن عرضه للديمقراطيين الأحرار يشمل بالخصوص مساعدتهم على تطبيق نقاط برنامجهم الانتخابي وإشراكهم في إرساء الاستقرار السياسي والاقتصادي بالبلاد، لكنه شدد في المقابل على أن حزبه سيتمسك في أي مفاوضات برفض نقل أي سلطات إضافية من لندن إلى الاتحاد الأوروبي وكذلك بضرورة المحافظة على القدرات البريطانية في مجال الردع النووي. ومن جانبه، أعلن رئيس الوزراء البريطاني المنتهية ولايته وزعيم حزب العمال جوردون براون استعداد حزبه لإجراء مفاوضات مع الديمقراطيين الأحرار إذا فشلت المفاوضات مع المحافظين، وأعرب عن استعداده لتأييد إصلاح النظام الانتخابي الذي يعتبر أحد المطالب الرئيسية لحزب الديمقراطيين الأحرار، ويتطلب تشكيل الحكومة أكثرية مطلقة من 326 مقعد إلا أن المحافظين الذين حكموا بريطانيا في أوقات كثيرة من القرن العشرين ولم يتولوا السلطة منذ 13 عاما فشلوا بتحقيق أغلبية حاسمة. من جهة أخرى أظهر استطلاع جديد للرأي أن 62 بالمئة من البريطانيين يؤيدون رحيل رئيس وزراء بلادهم غوردون براون بعد أن أظهرت نتائج الانتخابات العامة أن حزب العمال الذي يتزعمه لم يعد يحظى بالأغلبية المطلقة في مجلس العموم ''البرلمان''. وقال الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة ''يوغاف'' لصحيفة صندي تايمز وشمل 1406 ناخبين بريطانيين، إن 28٪ من هؤلاء فقط يعتقدون أن براون كان محقاً حين قرر التمسك بالسلطة في حال فشل حزب المحافظين وحزب الديمقراطيين الأحرار في التوصل إلى اتفاق حول صياغة الحكومة الجديدة .لكنه وجد أن 48٪ من الناخبين البريطانيين يريدون أن يتولى حزب المحافظين قيادة الحكومة الجديدة سواء أكانت حكومة أقلية أو حكومة ائتلاف، بالمقارنة مع 31٪ يفضلون أن يتولى حزب العمال قيادة الحكومة الجديدة بالتحالف مع حزب الديمقراطيين الأحرار. وأضاف الاستطلاع أن 62٪ من الناخبين البريطانيين يؤيدون إصلاح نظام التصويت والذي قاد إلى تعليق البرلمان في الانتخابات العامة التي جرت الخميس الماضي، في حين دعا 13٪ منهم إلى إبقاء نظام التصويت القديم. وفي موازاة ذلك، أظهر استطلاع ثان للرأي أجرته مؤسسة ''ببيكس'' لصحيفة ميل أون صندي أن 68٪ من البريطانيين يريدون رحيل براون فوراً، فيما رفض 59٪ منهم قيامه بتشكيل تحالف مع نك كليغ زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار.